فلقي الناس بالفرما (١) يرفعون على عمال مصر إبراهيم وأحمد ، فأرسل إلى الحارث بن مسكين فسأله عنهما فذكر عنهما شريا ، وعقد المأمون لهما جميعها ، وأشرك بينهما بينهم في الخراج إلى أن مات إبراهيم بن تميم في شوال سنة سبع عشرة ومائتين.
وذكر عن يحيى بن عثمان بن صالح ، عن أبيه ، قال : قال أبي حججت سنة اثنتين وسبعين ومائتين وكان بكر بن مضر حاجّا معنا ، فرأيت إبراهيم بن تميم يتكلف شراء الحوائج بنفسه لبكر بن مضر إذا نزل منهلا.
قال أبو سعيد ثم صار إليه بعد من الدنيا ما لم يكن صار إلى غيره من أهل عصره والله أعلم.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم.
وحدّثني أبو بكر اللفتواني عنهما ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن منده قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : إبراهيم بن تميم مولى بكر بن مضر مولى شرحبيل بن حسنة يكنى أبا إسحاق ، كان كاتبا في ديوان الخراج ، ثم تناهت به الأمور إلى أن ولي خراج مصر. توفي سنة سبع عشرة ومائتين.
__________________
(١) الفرما : بالتحريك والقصر ، مدينة على الساحل من ناحية مصر. (معجم البلدان).