الخطيب ، قالا : أنا أبو نعيم الحافظ (١) ، نا عبد المنعم بن عمر (٢) بن عبد الله الأصبهاني ، نا الحسن بن يحيى بن حمويه الكرماني ـ بمكة ـ قال : قال أبو الحسن التمار ، قال أبو الحارث الأولاسي : خرجت من حصن أولاس أريد البحر ، فقال بعض إخواني : لا تخرج فإني قد هيأت لك عجّة حتى تأكل ، قال : فجلست وأكلت معه ، ونزلت إلى الساحل وإذا أنا بإبراهيم بن سعد العلوي قائما يصلّي ، فقلت في نفسي : ما أشك إلّا أنه يريد أن يقول : امش معي على الماء ، ولئن قال لي لأمشين معه. فما استحكم الخاطر حتى سلّم قال : هيّه يا أبا الحارث امش على الخاطر. فقلت : بسم الله فمشى هو على الماء وذهبت أمشي ، فغاصت رجلي فالتفت إليّ وقال : يا أبا الحارث العجّة أخذت برجلك.
قرأت على أبي الفتح نصر الله بن محمد الفقيه ، عن أبي الفرج سمعان بن بشر الصوفي ، أنا أبو عبد الله الحسن بن عبد الكريم الجزري ـ بمكة ـ نا علي بن عبد الله بن جهضم الهمذاني ، نا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب عن أبي بكر الفرغاني قال : قال لي أبو الحارث الأولاسي خرجت من الحصن أريد البحر فقال لي بعض إخواننا : لا تبرح فإني قد هيأت عجّة حتى نتغذى ، فجلست وأكلت معه ونزلت إلى الساحل ، فإذا إبراهيم بن سعد العلوي قائم يصلّي فقلت في نفسي : يريد أن يقول لي امش بنا على الماء ، ولئن قال لأمشين معه فما استتم ذلك الخاطر حتى سلّم من صلاته. وقال لي : يا أبا الحارث هيه عزمت بسم الله امش على ما خطر في نفسك ، فقلت : بسم الله فمشى على الماء ، وذهبت لأمشي خلفه فغاصت رجلي في الماء فالتفت إليّ وقال : يا أبا الحارث أخذت العجّة برجلك ، فذهب وتركني.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم ، أنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي ، أنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدثني أبو بكر محمد بن داود ، حدثني أبو بكر الفرغاني قال : سمعت أبا الحارث الأولاسي يقول : خرجت من أولاس فرأيت شخصا قائما يصلّي تحت شجرة ، فساعة وقعت عيني عليه ألبسني منه هيبة فانفتل من صلاته وقال لي : يا أبا الحارث مر ، وار
__________________
(١) انظر تاريخ بغداد ٦ / ٨٦ وحلية الأولياء ١٠ / ١٥٦.
(٢) الأصل وتاريخ بغداد ، وفي الحلية : «عمرو».