نعيم ، ومحمّد بن الضّوء الكرمينيّ (١) ، وأبو عمرو أحمد بن المبارك المستملي.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، قال : قرئ على أبو عثمان البحيري (٢) وأنا أسمع ، أنا جدي أبو الحسين أحمد بن محمّد بن جعفر البحيري ، أنا أبو محمّد (٣) زنجويه بن محمّد بن الحسن بن اللّبّاد ، نا أحمد بن نصر العابد المقرئ ، نا خلف بن عبد الحميد ، أنا الفرات بن السّائب ، عن الزهري ، عن أنس قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوسلم :
«إن رجلا ممن قبلكم مات وليس معه شيء من كتاب الله عزوجل إلّا تبارك. فلما وضع في حفرته أتاه الملك فثارت السورة في وجهه فقال لها : إنك من كتاب الله ، وإني أكره مساءتك ، وإني لا أملك لك ولا له ولا لنفسي ضرّا ، ولا نفعا ، فإن أردت هذا به فانطلقي إلى الرّب تبارك وتعالى فاشفعي له فتنطلق إلى الرب فتقول : أي ربّ إن فلانا عمد إليّ من بين كتابك فتعلّمني وتلاني ، أفتحرقه أنت بالنار وتعذبه وأنا في جوفه ، فإن كنت فاعلا ذاك به فامحني من كتابك ، فيقول : ألا أراك غضبت؟ فتقول : وحق لي أن أغضب. قال : فيقول : اذهبي فقد وهبته لك وشفعتك فيه. قال : فتجيء فتزبر (٤) الملك فيخرج خاسف البال لم يحل منه بشيء قال : فنجيء فتضع فاها على فيه ، فتقول : مرحبا بهذا الفم فربما تلاني ، ومرحبا بهذا الصّدر فربما وعاني ، ومرحبا بهاتين القدمين فربما قامتا وتؤنسه في قبره مخافة الوحشة عليه» [١٤٠٢].
فلما حدّث بهذا رسول الله صلىاللهعليهوسلم لم يبق صغير ولا كبير ولا حرّ ولا عبد بالمدينة إلّا تعلّمها وسمّاها رسول الله صلىاللهعليهوسلم المنجّية.
رواه ابن أبي حاتم ، عن محمّد بن عبد الله بن يزيد المقرئ ، عن أبيه ، عن سعيد بن أبي أيّوب ، عن أبي عقيل ـ زهرة بن معبد ـ أن ابن شهاب كان يقرأ في صلاة الصبح من قوله مختصرا.
قرأت على أبي القاسم الشّحّامي ، عن أبي بكر البيهقي ، أنا أبو عبد الله الحافظ ،
__________________
(١) هذه النسبة إلى كرمينية ، إحدى بلاد ما وراء النهر (الأنساب).
(٢) ضبطت عن الأنساب.
(٣) بالأصل «أبو محمد بن زنجويه» خطأ ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٤ / ٥٢٢ ، وقد تقدم صوابا فيمن سمع من أبي عبد الله النيسابوري.
(٤) زبره يزبره عن الأمر زبرا : نهاه وانتهره (اللسان).