قرأت على أبي غالب بن البنّا ، عن أبي الفتح بن المحاملي ، أنا أبو الحسن الدارقطني ، قال : وأما قرّيّة فهو أيوب بن القرّيّة صحب بني مروان (١) ، والحجاج بن يوسف. يضرب به المثل في الفصاحة.
قرأت على أبي محمد السّلمي عن أبي بكر الخطيب ، قال : قال أبو الحسن : أيوب ابن القرّيّة يضرب المثل في الفصاحة. قال الخطيب وذكر أهل النسب : أنه أيوب بن يزيد بن قيس بن زرارة بن سلم بن حنتم بن مالك بن عمرو بن عامر بن زيد مناة بن عوف بن سعد بن الخزرج بن تيم الله بن النّمر بن قاسط. والقرّيّة التي ينسب إليها هي أم حنتم بن مالك وكان أيوب خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج بن يوسف (٢).
__________________
(١) بالأصل «هارون» خطأ والصواب ما أثبت عن م.
(٢) إلى هنا تنتهي ترجمة أيوب بن القرية بالأصل ، وينتقل مباشرة إلى بسر بن أبي أرطأة.
ولا ندري عدد الصفحات الساقطة من ترجمة ابن القرية ، ولا عدد التراجم الباقية من حرف الألف.
وسقط كثير من التراجم من بداية حرف الباء إلى ترجمة بسر بن أبي أرطأة ، ولا ندري أيضا عددها فقد ذكر ابن منظور في مختصره منها ست عشرة ترجمة ، مع الإشارة إلى أنه ليس من الأكيد أنها كل التراجم فمن عادة ابن منظور كما عرفناه إسقاط بعض التراجم.
وللأمانة سنستدرك تتمة ترجمة أيوب بن القرية هنا عن مختصر ابن منظور ٥ / ١٣١ وما بعدها :
وكان أيوب خرج مع ابن الأشعث فقتله الحجاج بن يوسف. وبعض الناس ينفيه ويقول لم يكن.
قال الأصمعي :
وأربعة لم يلحنوا في جدّ ولا هزل : الشعبي ، وعبد الملك بن مروان ، والحجاج بن يوسف ، وابن القرّيّة.
والحجّاج أفصحهم.
وسأل الحجّاج ابن القرّيّة عن الصبر؟ فقال : كظم ما يغيظك واحتمال ما ينوبك.
وقال الحجاج لابن القرّيّة :
ما الإرب؟ قال : الصّبر على كظم الغيظ حتى تمكنك الفرصة.
قال أيوب بن القرّيّة :
الرجال ثلاثة : عاقل وأحمق وفاجر. فالعاقل إن تكلم أجاد ، وإن سمع وعى ، وإن نطق نطق بالصواب ، والأحمق إن تكلم عجل ، إن حدث ذهل ، وإن حمل على القبيح فعل. والفاجر إن ائتمنته خانك وإن حادثته شانك.
وفي حديث آخر :
وإن استكتمته سرا لم يكتمه عليك.
قال الجاحظ :
سأل الحجّاج ابن القرّيّة عن أضيع الأشياء؟ فقال : سراج في شمس ، ومطر في سبخة ، وبكر تزف إلى عنين ، وطعام متأنق فيه عند سكران ومعروف عند غير أهله.
وفي رواية : وامرأة حسناء تزف إلى أعمى ، وطعام طيّب يهيأ لشعبان ، وصنيعة عند من لا يشكرها.