قالوا : بسر بن أبي أرطأة ، قالوا : ما ولدت النساء مثله ، فعمدوا إلى معاه فردوه في جوفه ، ولم يخرق منه شيء ، ثم عصبوه بعمائمهم وحملوه على شقّه الذي ليست به جراح ، حتى أتوا به العسكر فخاطوه ، فسلم وعوفي.
أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، أخبرنا أبو الحسن بن أبي الحديد ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أخبرنا أبو علي الحسن بن حبيب الحصائري (١) ، حدّثنا يزيد بن عبد الصمد ، حدّثنا أبو مسهر ، حدّثنا خالد بن يزيد بن صالح ، حدّثنا أيوب بن ميسرة بن حلبس قال : كان بسر بن أرطأة على شاتية بأرض الروم قال : فوافق يوم الأضحى ، فالتمسوا الضحايا فلم يجدوها ، فقام في الناس يوم الأضحى فحمد الله وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إنّا قد التمسنا الضحايا اليوم والتمسوها ، فلم نقدر منها على شيء ـ قال : وكانت معه نجيبة لم تشرب لبنها لقوح ـ ولم نجد شيئا نضحي به إلّا هذه النجيبة ، فأنا مضحّ بها عني وعنكم ، فإن الإمام أب ووالد ، ثم قام فنحرها ، ثم قال : اللهم [تقبل](٢) من بسر ومن يليه ، ثم قسموا لحمها بين الأجناد ، حتى صار له منها جزء من الأجزاء مع الناس.
أخبرنا أبو محمد بن الأكفاني ـ قراءة ـ حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنبأنا أبو محمد بن أبي نصر ، أنبأنا أبو القاسم بن أبي العقب ، أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن بشير [نا](٣) ابن عائذ ، أنبأنا إسماعيل بن عياش عن (٤) ضمضم بن زرعة ، عن شريح بن عبيد أن بسر بن أبي أرطأة قال : والله ما عزمت على قوم قط عزيمة إلّا استغفرت لهم حينئذ ، ثم قلت : اللهم لا حرج عليهم.
قرأت على أبي محمد السلمي ، أنبأنا أبو نصر محمد بن أحمد بن عبد الرّحمن بن الحسين بن علي ، قالا : أنبأنا علي بن يعقوب ، أخبرنا أبو عبد الملك ، حدّثنا ابن عائذ قال الوليد : حدّثنا ابن لهيعة والليث بن يزيد بن أبي حبيب قال : كتب عمر بن الخطاب
__________________
(١) إعجامها مضطرب بالأصل ، والصواب ما أثبت الحصائري ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٥ / ٣٨٣.
(٢) زيادة عن م.
(٣) زيادة لازمة ، سقطت من الأصل عن م.
(٤) بالأصل «بن» خطأ ، انظر ترجمة إسماعيل بن عياش بن سليم ، أبو عتبة الحمصي العنسي في سير الأعلام ٨ / ٣١٢.