الدّيّان فقد أخطأ ، لم تلد له عائشة الحارثية إلّا ابنه العباس وابنته (١) العالية.
أخبرنا أبو محمد عبد الكريم بن حمزة ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن علي الحافظ ح.
وأخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أخبرنا محمد بن هبة الله بن الحسن ، قالا : أخبرنا محمد بن الحسين القطّان ، أخبرنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب بن سفيان ، حدّثنا العباس بن الوليد [بن] الصبح ، حدّثنا مروان بن محمد ، حدّثني ابن لهيعة ، حدّثني واهب بن عبد الله المعافري قال : قدمت المدينة فأتيت منزل زينب بنت فاطمة بنت علي لأسلّم عليها فدخلت (٢) عليها الدار ، فإذا عندها جماعة عظيمة وإذا هي جالسة مسفرة ، وإذا امرأة ليست بالجليلة ، ولم تطعن في السن فاحتملتني الحميّة والعفّة لها ، فقلت : سبحان الله قدرك قدرك وموضعك موضعك وأنت تجلسين للناس كما أرى مسفرة؟ فقالت : إن لي قصة ، قال : قلت : وما تلك القصة؟ فقالت : لما كان أيام الحرّة وفد أهل الشام المدينة وفعلوا فيها ما فعلوا ، وكان لي يومئذ ابن قد ناهز الاحتلام. قالت : قالت : فلم أشعر به يوما وأنا جالسة في منزلي إلّا وهو يسعى وبسر بن أبي أرطأة يسعى خلفه حتى دخل عليّ فألقى نفسه عليّ وهو يبكي ، يكاد البكاء أن يفلق كبده فقال لي بسر ادفعيه إليّ : فأنا خير له ، قالت : فقلت له : اذهب مع عمك ، قالت : فقال : لا والله لا أذهب معه يا أمّه هو والله قاتلي ، قالت : فقلت : أترى عمّك يقتلك؟ لا ، اذهب معه ، قالت : [فقال] لا والله يا أمّه لا أذهب معه هو والله قاتلي قالت وهو يبكي يكاد البكاء أن يفلق كبده ، قالت : فلم أزل أرفق به وأسكنه حتى سكن. قالت : ثم قال لي بسر ادفعيه إليّ فأنا خير له قالت : فقلت اذهب مع عمك ، قالت : فقام فذهب معه ، قالت : فلما خرج من باب الدار ، قال للغلام : امش بين يدي ، قالت : وإذا بسر قد اشتمل على السيف فيما بينه وبين ثيابه ، قالت : فلما ظهر إلى السّكة رفع بسر ثيابه على عاتقه وشهر السيف عليه من خلفه ثم علا به من خلفه ، فلم يزل يضرب به حتى برد. قالت : فجاءتني الصيحة أدركي ابنك قد قطع. قالت : فقمت أتعثر في ثيابي ، ما معي عقلي. قالت : فإذا جماعة قد أطافوا به ، فإذا هو قتيل قد قطع قالت : فألقيت نفسي عليه ، قالت : وأمرت به يحمل ، قالت : فجعلت على نفسي من يومئذ لله أن لا أستتر من أحد ، لأن بسرا هو أوّل
__________________
(١) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن م.
(٢) بالأصل : «قد دخلت» خطأ.