عبد الله ، أبو نصر ، المعروف بالحافي ، مروزي سكن بغداد ، وهو ابن عمّ علي بن خشرم ، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزّهد ، وتفرد بوفور العقل ، وأنواع الفضل ، وحسن الطريقة ، واستقامة المذهب ، وعزوف النفس ، وإسقاط الفضول ، وسمع إبراهيم بن سعد الزهري ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم ، وحمّاد بن زيد ، وشريك بن عبد الله ، والمعافى بن عمران الموصلي ، وعبد الله بن المبارك وعلي بن مسهر ، وعيسى بن يونس وعبد الله بن داود الخريبي (١) ، وأبو معاوية الضرير ، وزيد بن أبي الزّرقاء وكان كثير الحديث إلّا أنه لم ينصّب نفسه للرواية ، وكان يكرهها ، ودفن كتبه لأجل ذلك. وكلما سمع منه فإنما هو على طريق المذاكرة. روى عنه نعيم بن الهيضم ، وابنه محمد بن نعيم ، وإبراهيم بن [هاشم بن مشكان ، ونصر بن منصور البزاز ، ومحمد بن المثنى السمسار ، وسري السّقطي ، وإبراهيم بن هاني النيسابوري ، وعمرو بن موسى الجلا ، وغيرهم](٢).
[أنبأنا أبو المظفر بن](٣) القشيري ، أنبأنا والدي الأستاذ أبو القاسم ، قال (٤) : ومنهم أبو نصر بشر بن الحارث الحافي أصله من مرو ، سكن بغداد ومات بها ، وهو ابن أخت علي بن خشرم ، مات سنة سبع وعشرين ومائتين ، وكان كبير الشأن وكان سبب توبته أنه أصاب في الطريق كاغدة مكتوبا عليها اسم الله وطئتها الأقدام ، فأخذها واشترى بدرهم كان معه غالية فطيّب بها الكاغدة وجعلها في شق حائط فرأى فيما يرى النائم كأن قائلا قال له : يا بشر طيّبت اسمي لأطيّبنّ اسمك في الدنيا والآخرة.
أخبرنا أبو القاسم الشّحّامي ، أنبأنا أبو بكر البيهقي ، أخبرنا أبو عبد الرّحمن السلمي ، أخبرنا الحسن بن رشيق المصري ـ إجازة ـ حدّثني أبو حفص عمر بن عبد الله الواعظ ، قال : كان بشر بن الحافي شاطرا يجرح بالحديد ، وكان سبب توبته أنه وجد قرطاسا في أتون حمام فيه : بسم الله الرحمن الرحيم فعظم ذلك عليه ، ورفع طرفه إلى السماء وقال : سيدي اسمك هاهنا ملقى ، فرفعه من الأرض وقلع عنه الشجاة التي هو
__________________
(١) رسمها غير واضح بالأصل والصواب ما أثبت عن تاريخ بغداد ، وقد تقدم في أول الترجمة.
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل واستدرك عن تاريخ بغداد.
(٣) زيادة اقتضاها السياق قياسا إلى أسانيد مماثلة.
(٤) الرسالة القشيرية ص ٤٠٤.