فيها ، وأتى عطارا (١) فاشترى بدرهم غالية لم يكن معه سواه ، ولطخ تلك الشجاة بالغالية فأدخله شق حائط وانصرف إلى زجّاج وكان يجالسه فقال له الزجّاج : والله يا أخي لقد رأيت لك في هذه الليلة رؤيا ما رأيت أحسن منها ، ولست أقول لك حتى تحدّثني ما فعلت في هذه الأيام فيما بينك وبين الله. فقال : ما فعلت شيئا أعلمه غير أني أجرت اليوم بأتون حماد (٢) ، فذكره ، فقال الزجّاج رأيت كأن قائلا يقول في المنام : قل لبشر يرفع اسما لنا من الأرض إجلالا أن يداس [لننوهن باسمك](٣) في الدنيا والآخرة.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمد بن عبد العزيز المكي ، أخبرنا الحسين بن يحيى بن إبراهيم المكي ، حدّثنا الحسين بن علي بن محمد الشيرازي ، أخبرنا علي بن عبد الله بن جهضم ، حدّثنا أبو بكر أحمد بن محمد بن سهل بن عبد الرحمن بن رزق الله الحداد ، حدّثني عبيد (٤) بن محمد الرّشيدي ، قال : قال لي أيوب العطّار : كنت خارجا من باب حرب فلقيني بشر بن الحارث وقال : حدّثنا أيوب انظر إلى جميل ما ينشر ، وقبيح ما يستر ، كنت اليوم خارجا من باب جرب فلقيني رجلان ، فقال أحدهما لصاحبه : هذا بشر الذي يصلي كل ليلة ألف ركعة ويواصل في كل ثلاثة أيام ، والله يا أيوب ما صلّيت ألف ركعة مكانا واحدا ولا واصلت ثلاثا قط ، إلّا أني أحدثك عن بدو أمري قلت : نعم ، قال : دعاني رجل من أهل الرّبض ، فبينا أنا أمضي إليه رأيت قرطاسا على وجه الأرض فيه اسم الله تعالى فأخذته ونزلت إلى النهر فغسلته ، وكنت لا أملك من الدنيا إلّا درهما فيه خمسة دوانيق فاشتريت بأربعة دوانيق مسكا وبدانق ماء ورد ، وجعلت أتتبع اسم تعالى فأطيّبه ثم رجعت إلى منزلي فنمت ، فأتاني آت في منامي فقال لي : يا بشر كما طيّبت اسمي لأطيّبنّ ذكرك ، كما طهرته لأطهرنّ قلبك.
أخبرنا أبو الحسن (٥) بن قبيس ، حدّثنا أبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرنا أبو طالب عمر بن إبراهيم الفقيه ، حدّثنا يوسف بن عمر القوّاس ،
__________________
(١) بالأصل : عطار.
(٢) في المطبوعة ١٠ / ٣٩ اجتزت اليوم بأتّون حمام ، فذكره.
(٣) ما بين معكوفتين مكانه مطموس بالأصل والمثبت عن م وانظر المطبوعة ١٠ / ٣٩.
(٤) المطبوعة : عبيد الله.
(٥) بالأصل «أبو الحسين» خطأ والصواب عن م انظر فهارس شيوخ ابن عساكر المطبوعة ٧ / ٤١٧.
(٦) تاريخ بغداد ٧ / ٦٨.