حزناه ، ووا عظم مصيبتاه. زاد البكاء فلا عزاء واشتد الخوف فلا أمن. قال : وقال لي بشر مرارا كثيرة : انظر خبزك من أين هو؟ وانظر إلى مسكنك الذي تتقلب فيه كيف هو؟ وأقلّ من معرفة الناس ، ولا تحبّ أن تحمد ، ولا تحبّ الثناء.
قرأت : [نا] أبو الحسن الدينوري ، أنبأنا أبو الحسن القزويني ، قال : قرأت على يوسف بن عمر ، قال : قرأ عليّ أبو بكر بن سلمان واننا لنسمع قيل له : حدّثكم محمد بن جعفر الرّاشدي ، حدّثنا إسحاق قال : وحدّثني محمد بن عبد الله قال : سمعت بشرا يقول : إن رجلا أرسل غلاما له يجيئه بحطب فجاء الغلام بالحطب وفيه سنبلة ، فلما ألقى الحطب قال : هذه السنبلة تردّها إلى الموضع الذي أخذت منه.
قال : وحدّثني محمد بن عبد الله قال : حدّثني رجل قال : رأيت بشرا وقف على أصحاب الفاكهة فجعل ينظر إليه ، فقلت : يا أبا نصر لعلك تشتهي من هذا شيئا؟ قال : لا ، ولكن نظرت في هذا إذا كان يطعم هذا من يعصيه فكيف من يطيعه.
قال : وحدّثني محمد بن عبد الله قال : وسمعت شيخا يحكي عن بشر أنه كان يمشي معه منصرفا من الجمعة فمر بباب الشام فنظر إلى السجن ثم نظر إلى أصحاب الفاكهة بحذائه فالتفت إلى الشيخ فقال : انظر إلى هؤلاء ـ يعني أهل السجن ـ أرادوا هذا من الفاكهة فلم يسألوا الله عزوجل فصاروا إلى هذا ـ يعني السجن ـ.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن (١) إسماعيل ، حدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا عباس الدّوري ، حدّثنا منصور بن مسلمة (٢) ، قال : سمعت بشر الحافي يقول لرجل : احذر أن تمرّ في حاجتك فتأخذك وأنت لا تدري. خالفه غيره (٣).
وقال محمد بن منصور :
أخبرنا أبو بكر وجيه بن طاهر ، أخبرنا أبو صالح المؤذن ، حدّثنا أبو الحسن بن السّقّا وأبو محمد بن بالوية قال : حدّثنا أبو العبّاس الأصم قال : سمعت عباس بن محمد
__________________
(١) بالأصل : «الحسن وإسماعيل» والصواب ما أثبت ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤١.
(٢) في المطبوعة ١٠ / ٦٦ سلمة.
(٣) كذا بالأصل.