يقول : سمعت الحسين بن إسماعيل المحاملي يقول : رأيت القاساني في النوم فقلت : ما فعل الله بك؟ فأومأ إليّ أنه نجا بعده شدة. قلت : فما تقول في أحمد بن حنبل؟ قال : غفر الله له قلت : فبشر الحافي؟ قال : ذاك تحيه الكرامة من الله في كل يوم مرتين.
قال : وأخبر [أبو] عبد الرّحمن قال : سمعت أبا العباس البغدادي يقول : سمعت أبا القاسم بن أبي موسى يقول : حدّثنا عبد الله بن يوسف الحذّاء ، أخبرنا أبو القاسم المدائني قال : قال أبو حفص بن أخت بشر : قلت لخالي بشر : يا أبا نصر وبلغني أنّه اشتهى الباقلاء سنين فلم يأكله ، فرئي بعد موته في المنام قيل له : ما فعل بك ربك؟ قال : غفر لي ، وقال : كل يا بشر مما لم تأكل ، واشرب يا بشر مما لم تشرب.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد ، حدّثنا وأبو منصور عبد الرّحمن بن محمد بن رزيق (١) ، أنبأنا أبو بكر الخطيب ، حدّثني الخلال ـ لفظا ـ حدّثنا عمر بن أحمد بن جعفر ، عن عاصم الحربي قال : رأيت في المنام كأني قد دخلت درب هشام ، فلقيني بشر بن الحارث فقلت : من أين يا أبا نصر؟ قال : من علّيّين قلت : ما فعل بأحمد بن حنبل؟ قال : تركت الساعة أحمد بن حنبل وعبد الوهاب الورّاق بين يدي الله عزوجل يأكلان ويشربان ويتنعمان. قلت : فأنت؟ قال : علم الله عزوجل رغبتي في الطعام فأباحني النظر إليه.
أخبرنا أبو بكر بن المزرفي (٢) ، أخبرنا أبو بكر محمد بن علي بن محمد المقرئ الخيّاط ، حدّثنا أبو علي الحسن بن الحسين بن حمكان ، حدّثنا أبو بكر محمد بن الحسن النقاش المقرئ ببغداد ، حدّثنا محمد بن إسحاق السّهلي قال : وسمعت أحمد بن الفتح يقول : رأيت أبا نصر بشر بن الحارث في منامي وهو قاعد في بستان وبين يديه مائدة وهو يأكل منها فقلت له : يا أبا نصر ما فعل الله بك؟ قال : رحمني وغفر لي ، وأباحني الجنة بأسرها وقال لي : كل من جميع ثمارها واشرب من أنهارها ، وتمتّع بجميع ما فيها كما كنت تحرم نفسك الشهوات في دار الدنيا. فقلت له : زادك يا أبا نصر ،
__________________
(١) كذا بتقديم الراء ، وفي المطبوعة «زريق» بتقديم الزاي ، انظر ترجمته في سير أعلام النبلاء ٢٠ / ٦٩ «زريق».
(٢) في المطبوعة : «المزرقي» خطأ والصواب ما أثبت ، وهذه النسبة إلى المزرفة وهي قرية كبيرة بغربي بغداد على خمسة فراسخ منها.