فأين أخوك أحمد بن حنبل ، فقال : هو قائم على باب الجنة يشفع لأهل السنّة ممن يقول القرآن كلام الله غير مخلوق. فقلت له : ما فعل الله بمعروف الكرخي؟ فحوّل رأسه ثم قال لي : هيهات هيهات حالت بيننا وبينه الحجب ، إن معروفا لم يعبد الله شوقا إلى جنّته ، ولا خوفا من ناره ، وإنما عبده شوقا إليه ، فرفعه الله إلى الرقيع (١) الأعلى ، ورفع الحجب بينه وبينه ، ذلك التّرياق المقدسي المجرّب ، فمن كانت له إلى الله حاجة ، فليأت قبره وليدع ، فإنه يستجاب له إن شاء الله.
أخبرنا أبو القاسم العلوي ، أخبرنا رشأ بن نظيف ، أخبرنا الحسن بن إسماعيل ، [نا أحمد بن مروان](٢) حدّثنا الفضل بن أحمد بن محمد بن بشار الشذائي (٣) ، قال : سمعت أبا جعفر السّقّا رفيق بشر بن الحارث يقول : رأيت بشر بن الحارث ومعروفا (٤) الكرخي في النوم وكأنهما جايين [من] قبة أو كما قال ، قال قلت : من أين؟ فقالا : من جنّة الفردوس ، وقد زرنا موسى كليم الرّحمن عزوجل.
قال : وحدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمد بن موسى ، حدّثنا الحسين بن مروان قال : رأيت بشرا (٥) الحافي في النوم فقلت : يا أبا نصر ما فعل بك؟ قال : غفر لي ولمن تبع جنازتي. قال : قلت ففيم العمل؟ قال : فأخرج كسرة ، ثم قال : انظر في هذه الكسرة.
أخبرنا أبو الحسن بن قبيس ، حدّثنا وأبو منصور بن خيرون ، أخبرنا أبو بكر الخطيب (٦) ، أخبرنا أبو حازم عمر [بن أحمد](٧) بن إبراهيم العبدوي الحافظ ـ بنيسابور ـ أخبرني محمد بن عبد الله بن شاذان ـ بهراة ـ قال : سمعت حمزة بن
__________________
(١) الرقيع : السماء ، كل سماء يقال له رقيع ، ومنه قول النبي صلىاللهعليهوسلم لسعد بن معاذ رضياللهعنه حين حكم في بني قريظة : «حكمت بحكم الله من فوق سبعة أرقعة» يعني سبع سماوات ، وكأنه ذهب إلى معنى السقف فجاء به على التذكير (انظر النهاية لابن الأثير ـ واللسان).
(٢) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وأضيف عن م والمطبوعة ١٠ / ٨١ وانظر ترجمة الحسن بن إسماعيل في سير أعلام النبلاء ١٦ / ٥٤١.
(٣) رسمها بالأصل «السراني» والمثبت عن المطبوعة ١٠ / ٨١ وهذه النسبة إلى شذا وهي قرية بالبصرة.
(٤) بالأصل «ومعروف».
(٥) بالأصل «بشر».
(٦) تاريخ بغداد ٧ / ٨٠.
(٧) ما بين معكوفتين سقط من الأصل وم واستدرك عن تاريخ بغداد.