إنّ الذؤابة من نهر وإخوتها |
|
قد بيّنوا سنّة لله (١) تتّبع |
يرضى بها كل من كانت سريرته |
|
تقوى (٢) الإله وبالأمر الذي شرعوا |
قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوهم |
|
أو حاولوا (٣) النفع في أشياعهم نفعوا |
سجية تلك منهم غير محدثة |
|
إن الخلائق فاعلم شرّها البدع |
لا يرقع الناس ما أوهت أكفّهم |
|
عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا |
إن كان في الناس سابقون بعدهم |
|
فكل سبق لادنى سبقهم تبع |
ولا يضنّون عن جار بفضلهم |
|
ولا يرى (٤) منهم في مطمع طمع |
أعفة ذكرت في الوحي عفّتهم |
|
لا يطمعون ولا يرديهم الطمع |
فلما فرغ حسان من قوله ، قال الأقرع بن حابس : إن هذا الرجل لمؤتى له ، خطيبه أخطب من خطيبنا. وشاعره أشعر من شاعرنا ، وأصواتهم أعلى من أصواتنا. فلما فرغوا أجازهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم فأحسن جوائزهم. وكان عمرو (٥) بن الأهتم قد خلّفه القوم في ظهرهم وكان من أحدثهم سنا ، فقال قيس بن عاصم ـ وكان يبغض ابن الأهتم ـ يا رسول الله إنّي قد كان غلام منّا في رحالنا ، وهو غلام حدث ، وزرى به ، فأعطاه رسول الله صلىاللهعليهوسلم مثل ما أعطى القوم ، فقال عمرو بن الأهتم حين بلغه ذلك من قول قيس يهجوه فقال :
ظللت تغتابني سرّا وتشبعني (٦) |
|
عند الرسول فلم تصدق ولم تصب |
سدناكم سؤددا بهرا وسؤددكم |
|
باد نواجذه مقع على الذنب |
إن تبغضونا فإن الروم أصلكم |
|
والروم لا تملك البغضاء للعرب |
ونزل فيهم من القرآن (إِنَّ الَّذِينَ يُنادُونَكَ مِنْ وَراءِ الْحُجُراتِ أَكْثَرُهُمْ لا يَعْقِلُونَ)(٧) [٢٥٥٤].
__________________
(١) في الديوان : للناس تتبع.
(٢) في ابن هشام : تقوى الإله وكل الخير يصطنع.
(٣) بالأصل : «وحاولوا» والمثبت عن الديوان وابن هشام.
(٤) الديوان : ولا يصيبهم في مطمع طبع.
(٥) بالأصل «عمر» والمثبت عن ابن هشام.
(٦) في ابن هشام ٤ / ٢١٣ ظللت مفترش الهلباء تشتمني.
(٧) سورة الحجرات ، الآية : ٤.