المدائني ، قال : قيل لإياس بن معاوية : ما فيك إلّا كثرة الكلام قال : أفتسمعون صوابا أو خطأ؟ قالوا : لا بل صوابا ، قال : فالزيادة في الخير خير. قال : وما رمي إياس بالعيّ قطّ ، وإنما عابوه بالإكثار. وكان يقال بالبصرة شيخها الحسن وفتاها إياس بن معاوية.
قال : وحدّثنا أحمد بن مروان ، حدّثنا إبراهيم بن علي ، حدّثنا محمد بن سلام ، قال : قيل لإياس : ما فيك عيب غير أنك معجب بقولك. فقال لهم : أفأعجبكم قولي؟ قالوا (١) : نعم. قال : فأنا أحق بأن أعجب بما أقول وما يكون مني. قال : وهذا مما استحسنه الناس من قوله.
أخبرنا أبو القاسم بن السّمرقندي ، أنا أبو بكر بن الطبري ، أنا أبو الحسين بن الفضل ، أنا عبد الله بن جعفر ، حدّثنا يعقوب عن (٢) سليمان بن حرب ـ بالبصرة ـ حدّثنا حمّاد بن زيد ، قال : كنا في مكان أيوب ثم إياس بن معاوية والصلت بن دينار ، قال : فجعل إياس يتحدث وجعل الصلت يتقدر له إذا فرغ يحدث قال : فضرب إياس فخذه بيده وقال : اسكت ؛ قال : فقال له الصلت : أبلعني ريقي ، دعني أتنفس ، فقال إياس : أترون هذا. فإن امرأة هذا سيئة الخلق قال : فقال الصلت : صدقت والله ، إنها سيئة الخلق ، من أين علمت؟ [فقال] : من عندها وقد ساء خلقها عليك فهذا من ذاك.
أنبأنا أبو محمد الأكفاني ، حدّثنا عبد العزيز الكتاني ، أنا أبو الحسين عبد الوهاب بن جعفر الميداني ، أخبرني أبو عبد الله بن أبي الخطاب ، حدّثنا أبو العباس محمود بن محمد بن الفضل الرافقي ، حدّثنا الحنفي ، حدّثنا ابن أبي شيخ ، حدّثنا الحارث بن مرّة قال : نظر إياس بن معاوية إلى رجل فقال : هذا غريب وهو من أهل واسط وهو معلم وهو يطلب عبدا أبق (٣) له ، فوجدوا الأمر على ما قال. فقيل له : فقال : رأيته يمشي ويلتفت فعلمت أنه غريب ، ورأيته وعلى ثوبه حمرة تربة واسط فعلمت أنه من أهلها ، ورأيته يمرّ بالصبيان فيسلم عليهم ولا يسلم على الرجال فعلمت أنه معلّم ، ورأيته إذا مرّ بذي هيئة لم يلتفت إليه وإذا مر بذي أسمال تأمله ، فعلمت أنه يطلب آبقا.
قال : وحدّثنا محمود بن محمد : حدّثني هلال بن العلاء ، حدّثنا القاسم بن
__________________
(١) بالأصل : قال.
(٢) بالأصل «بن» خطأ والصواب عن م.
(٣) رسمها غير واضح بالأصل وم والصواب ما أثبت.