الإيمان ، وإنهنّ يزدن في الآخرة وينقصن من الدنيا ، وما يزدن في الآخرة أكثر مما ينقصن من الدنيا ، وإنّ الشّحّ والفحش والبذاء من النفاق ، وإنهن يزدن في الدنيا وينقصن من الآخرة أكثر مما يزدن في الدنيا» [٢٤٧٤].
قال إياس بن معاوية : فأمرني عمر بن عبد العزيز فأمليتها عليه ثم كتبها بخطه ثم صلّى بنا الظهر والعصر وإنه لفي كمه ما وضعها إعجابا بها.
وكذا رواه الحسن بن سفيان النّسوي ، عن ابن أبي السّري ، ورواه أبو العباس عبد الله بن وهيب الجذامي الغزّي ، عن ابن أبي السّري ، فقال : حدّثنا بكر بن السّلمي أبو بشر التّرمذي وكان إماما بعسقلان مات سنة ستين ومائتين وهو الصواب.
أخبرنا أبو القاسم علي بن إبراهيم ، أنا أبو الحسن رشأ بن نظيف ، أنا الحسن بن إسماعيل ، أنا أحمد بن مروان ، حدّثنا محمد بن يونس البصري ، حدّثنا محمد بن سلام الجمحي ، عن أبي عبيدة قال : دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام فقدّم خصما له إلى قاضي عبد الملك بن مروان ، وكان خصمه شيخا ، فقال له القاضي (١) : إنه شيخ وأنت غلام ، فلا تساوه في الكلام ، فقال إياس : الحقّ أكبر منه ، فقال له القاضي : اسكت ، قال : فمن ينطق بحجّتي إذا سكتّ أنا؟ فقال القاضي : ما أظنك تقول شيئا من الحقّ حتى تقوم من مجلسي. فقال إياس : أشهد أن لا إله إلّا الله. فقام القاضي فدخل على عبد الملك فأخبره بخبره ، فقال : اقض حاجته وأخرجه الساعة من الشام ، فإن هذا يفسد عليّ الناس.
أخبرنا أبو العز أحمد بن عبيد الله بن كادش ـ إذنا ومناولة وقرئ علي إسناده ـ أنا أبو علي محمد بن الحسين ، أن المعافى بن زكريا (٢) ، حدّثنا محمد بن الحسن بن زياد المقرئ ، حدّثنا مسبح بن حاتم ـ بالبصرة ـ أنا عبيد الله (٣) بن عائشة ، عن أبيه قال : دخل إياس بن معاوية الشام وهو غلام فقدّم خصما له إلى قاض لعبد الملك بن مروان ، وكان خصمه شيخا صديقا للقاضي. فقال له القاضي : يا غلام ما تستحي أتقدّم شيخا كبيرا؟ قال إياس : الحقّ أكبر منه. قال له : اسكت. قال : فمن ينطق بحجتي إذا سكت؟ قال : ما
__________________
(١) بالأصل : قاضي.
(٢) الجليس الصالح الكافي ٣ / ٩٢ ـ ٩٣.
(٣) في الجليس الصالح : عبد الله.