وحمل إلى العراق ، ودخل بعد ذلك بشهور أبو العباس بن أحمد بن محمد بن بسطام إلى مصر متوليا بالأمانة على الحسين بن أحمد وكاشفا لما جرى عليه أمر الضياع بعد ابن الخليج وأصحابه ، فقرر أبو علي أمر المنصرفين والمتضمنين بالحضرة عن أبي العباس ، فعرض بسهل بن شنيف ولم يدع سوءا إلّا ذكره ، فقال أبو العباس : ستعلم ما يجري عليه مني واتصل الخبر بسهل بن شنيف واستطير قلبه وكشف باله وأحضره مع جماعة اجلبوا أمر الكتاب مع ابن الخليج فلما دخلوا عليه كاد يقوم إلى سهل بن شنيف ، ثم رفعه حتى كان أقرب إليه من أخص أصحابه ، ودعا ابن جيش فسارّه فنظر إلى سهل وقال لأبي العباس : الأمر على ما وصفت ثم أطلق سهلا من ساعته إلى منزله ، فسأله أبو علي هل كان يعرفه قبل هذا؟ فقال : لا والله ولكنه ورد عليه منه أشبه الناس بأبي وأفرج روع سهل بتوفيق من الله جرى له وفاز إلى حفنا (١) به حتى مات.
بلغني أن أبا زنبور مات بدمشق في ذي الحجة سنة أربع عشرة وثلاثمائة ، وقيل سنة سبع عشرة وثلاثمائة والله أعلم (٢).
١٤٩٢ ـ الحسين بن أحمد بن سلمة بن عبد الله
أبو عبد الله الرّبعي المالكي القاضي
قاضي قضاة ديار بكر (٣).
سمع بدمشق القاضي أبا بكر الميانجي ، وبغيرها : أبا علي الحسن بن أحمد بن محمد بن الليث الصفار ـ بشيراز ـ وأبا العباس أحمد بن محمد بن سليمان بن الرّيّان الهروي ـ ببلاساغون (٤) ـ وأبا سعيد محمد بن أحمد بن زيد المالكي ، وأبا بكر بن شاذان ، وأبا حفص عمر بن محمد بن علي بن يحيى بن موسى بن يونس الزيات ، وأبا بكر محمد بن عبد الله الأبهري ، وأبا الحسين بن المظفر ـ ببغداد ـ وأبا بكر أحمد بن
__________________
(١) كذا رسمها بالأصل.
(٢) في الوافي : مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ، وتوفي سنة سبع عشرة وثلاثمائة. وفي الوافي أيضا ١٢ / ٣٢٢ أكل يوما بطيخا فاعتل من أكله ، وذهب شقه ، فأقام أياما ومات.
(٣) ديار بكر : بلاد واسعة كبيرة ، وحدها ما غرب من دجلة إلى بلاد الجبل المطل على نصيبين إلى دجلة (ياقوت).
(٤) بلد عظيم في ثغور الترك وراء نهر سيحون قريب من كاشغر (ياقوت).