الكوكبي ، نا أبو بكر بن أبي خيثمة ، نا محمّد بن يزيد ، حدّثني حسين أخو زيدان ، قال : كنت مع وكيع حين رجع من مكة ، قال : فقال لي بفيد (١) : أنا في السوق ولكن أقطع نفسي مخافة أن يغتم ابني هذا ـ يعني أحمد ـ ، ثم قال : يا أحمد بقي علينا من السنة باب لم تدخل فيه ، اخضبني.
قال : وأقبلنا جميعا من المصّيصة أو طرسوس فأتينا الشام ، فما أتينا بلدا إلّا استقبلنا واليها وشهدنا الجمعة في مسجد دمشق ، فلما سلّم الإمام أطافوا بوكيع ، فلما انصرف إلى أهله فحدثت به مليح ابنه فقال : رأيت في جسده (٢) آثارا خضراء مما رجع ذلك اليوم.
١٦٣٩ ـ الحسين ـ ويقال : الحسن ـ بن المصري من شيوخ الصوفية
حكى عنه أبو القاسم الجنيد بن محمّد ، ودخل حسين هذا دمشق.
أنبأنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عبد العزيز المكي ، أنا أبو عبد الله الحسين بن يحيى بن إبراهيم بن الحكاك ، أنا أبو عبد الله الحسين بن علي بن محمّد الشيرازي ، أنا أبو الحسن علي بن عبد الله بن الحسن بن جهضم ، نا أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير ، قال : سمعت أبا القاسم جنيدا يقول : سمعت حسن بن المصري يقول : كنت بدمشق وكان خارجها جبل (٣) فوقه رجل يقال له عثمان مع أصحابه يتعبدون ، وكان في أسفل الجبل رجل آخر يقال له عبد الله مع أصحابه ، وكان يوصف عنه أنه إذا سمع شيئا من الذكر عدا ، فلم يرده شيء لا نهر ولا ساقية ولا وادي.
قال حسن : فبينا أنا عنده ذات يوم إذ قرأ قارئ قال : فتهيأ له أصحابه فتبعوه حتى استقبلته (٤) نار للأعراب قد أوقدوها ، قال (٥) : فوضع بعضه على النار ، وبعضه على الأرض فحملوه ، قال أبو القاسم جنيد : إيش يقال في رجل وقعت به حالة هي أقوى من النار؟.
__________________
(١) فيد منزل بطريق مكة (ياقوت).
(٢) ابن العديم : رأيت في جسده آثارا مما زحم ذلك اليوم.
(٣) عن م وبالأصل «حبل».
(٤) بالأصل وم : استقبله.
(٥) بالأصل : قال : قال فوضع وفي م : قال : فوقع.