عبيد الله الحسين بن هارون الضّبّي ، قال : وجدت في كتاب والدي ، حدّثني أبو نضلة المهلهل بن يموت بن المزرّع ، حدّثني أبي يموت ، حدّثني أبو القاسم بن المدبّر ، أن (١) أبا الحسن بن المدبّر كان إذا مدحه شاعر فلم يرض شعره أمر غلاما أن يأخذه إلى مسجد الجامع ولا يفارقه أو يصلي مائة ركعة ويطلقه ، قال : فتحامته الشعراء ثم وافاه الجمل الشاعر المصري وكان مجيدا واستأذنه في النشيد فقال له : أعرفت الشرط؟ قال : نعم ، فأنشده :
أردنا في أبي الحسن مديحا |
|
كفى بالمدح تنتجع الولاة |
فقلنا أكرم الثقلين طرا |
|
ومن كفاه دجلة والفراة |
فقالوا : يقبل المدحات لكن |
|
جوائزه عليهن الصلاة |
فقلت لهم وما يغني عيالي |
|
صلاتي؟ إنما الشأن الزكاة |
فيأمرني بكسر الصّاد منها |
|
فتضحى لي الصّلاة هي الصلاة |
قال : فاستحسنها أبو الحسن وقال : يا عيار (٢) من أين أخذت هذا؟ قال : من قول أبي تمام حبيب حيث يقول :
هنّ الحمام فإن كسرت عيافة |
|
من حائهن فإنهن حمام |
قال : أجدت وأمره (٣) بجائزة نفيسة من وقته.
كتب إليّ أبو محمّد حمزة بن العباس بن علي العلوي ، وأبو الفضل أحمد بن محمّد بن الحسن بن سليم ، ثم حدّثني أبو بكر اللفتواني ، أنا أبو الفضل بن سليم ، قالا : أنا أبو بكر الباطرقاني ، أنا أبو عبد الله بن مندة ، قال : قال لنا أبو سعيد بن يونس : الحسين بن عبد السلام الشاعر المعروف بالجمل يكنى أبا عبد الله توفي في شهر ربيع الآخر سنة ثمان وخمسين ومائتين ، وكان شاعرا مفلقا وقد مدح عبد الله بن طاهر لما قدم إلى مصر ومدح المأمون أيضا ، حين قدم مصر لجوب (٤) البيمارستان ، وكان هجاء ،
__________________
(١) بالأصل «أنا» والسياق يقتضي ما أثبت.
(٢) غير واضحة بالأصل ، عن مختصر ابن منظور ٧ / ١٠٩ ، والعيار : الذكي الكثير التطواف (القاموس).
(٣) كذا.
(٤) بالأصل «لحوب البيما» كذا ، والمثبت عن معجم الأدباء ١٠ / ١٢٣.