«نحو : لا رجل ظريف ، وظريفا وظريف ، والّا فالاعراب ،»
«والعطف على اللفظ وعلى المحل جائز ، مثل : لا أب وابنا» ؛
[قال الرضي :]
قوله : نعت ، مبتدأ ، و: الأوّل ، صفته ، و: مبني : خبره ، وقوله : مفردا ، يليه ، حالان من الضمير في «مبني» ، والعامل : مبني ، أي : يبني النعت إذا ولى مبنيّ «لا» وكان مفردا ؛
وإنما جاز بناء النعت المذكور ، مع انفصاله عن «لا» ، التي هي سبب البناء ، إذ بها يقوم معنى الاستفراق الموجب لتضمن «من» ؛ لاجتماع (١) ثلاثة أشياء فيه : أحدها كونه في المعنى هو المبني الذي وليها ، أعني اسم «لا» ، وفي اللفظ متصلا به ؛ والثاني كون النفي في المعنى داخلا فيه ، لأن المنفي في قولك : لا رجل ظريف ، هو الظرافة لا الرجل ؛ فكأن «لا» دخلت عليه ، فكأنك قلت : لا ظريف ، فلذا ، لم تبن صفة المنادى في نحو : يا زيد الظريف ، لأن النداء متعلق بالموصوف ؛ والثالث قربه من «لا» التي هي سبب البناء ، إذ الفاصل بينهما ليس إلا واحدا هو هو (٢) ؛
فلبناء النعت أربع شرائط : أن يكون نعت المبني بلا ، لا نعت المعرب ، احترازا عن نحو : لا غلام رجل ظريفا ؛ وأن يكون النعت الأوّل ، لا الثاني وما بعده ، فلا يبنى «كريم» في نحو : لا رجل ظريف كريم ؛ وأن يلي النعت المبنيّ ، فلا يفصل بينهما ، فلا يبنى الوصف في نحو : لا رجل حسن الوجه (٣) ؛
وإنما لم يبن نعت المعرب ، لانتفاء الوجه الأول والثالث فيه ، من الأوجه الثلاثة
__________________
(١) علة جواز البناء في النعت ،
(٢) أي هو اسم لا في المعنى لأنهما شيء واحد ،
(٣) هكذا ورد المثال في المطبوعة ، وكأنه محرّف عن : لا رجل في الدار حسن الوجه مثلا حتى يتحقق فيه ما قال من أنه لا يبنى المفصول ،