[٩٧] وقال الآخر :
[١٣٨]* يا أبتا علّك أو عساكا*
وقالت أم النّحيف وهو سعد بن قرط :
[١٣٩]تربّص بها الأيام علّ صروفها |
|
سترمي بها في جاحم متسعّر |
______________________________________________________
الغين متحرك كما ترى ، ونظيره أيضا ما أنشده أبو زيد :
في أي يومي من الموت أفر |
|
في يوم لم يقدر أم يوم قدر |
فقد أراد أن يقول : في يوم لم يقدرن ـ بتوكيد الفعل المضارع المبني للمجهول المنفي بلم ـ لكنه حذف نون التوكيد الخفيفة وهو يريدها ، ولو لا ذلك لسكن «يقدر» لكونه مسبوقا بلم. وفي هذا القدر كفاية.
[١٣٨] هذا البيت من شواهد سيبويه (١ / ٣٨٨) ونسبه إلى رؤبة ، وكذلك نسبه الأعلم الشنتمري ، ولكنه لا يوجد في ديوانه. وهو من شواهد شرح المفصل (ص ١١٤٢) والأشموني (رقم ٢٥٢) ومغني اللبيب (رقم ٢٤٨) وشرح رضي الدين على الكافية في باب الضمير ، وشرحه البغدادي في الخزانة (٢ / ٤٤١) وابن جني في الخصائص (٢ / ٩٦) والاستشهاد به ههنا في قوله «علك» حيث أسقط اللام الأولى من لعل ، على نحو ما ذكرناه في شرح الشواهد السابقة ، والنحاة يستشهدون من هذا البيت أيضا بقوله «عساكا» ولهم في ذلك ثلاثة آراء : أولها : مذهب أبي العباس المبرد وأبي على الفارسي ، وتلخيصه أن «عسى» ههنا هي عسى الدالة على رجاء الخبر الرافعة للاسم الناصبة للخبر ، وهي فعل ماض ، والضمير المتصل بها باق على أصله من كونه ضمير نصب ، لكن هذا الضمير هو خبر عسى فهو مبني على الفتح في محل نصب ، واسمها محذوف أو هو ما يذكر بعد الضمير في بعض التراكيب نحو قولك «عساك أن تزورنا» فالاسم هو الصدر المنسبك من أن المصدرية ومدخولها. والمذهب الثاني : مذهب يونس بن حبيب وأبي الحسن الأخفش ، وتلخيصه أن الضمير المتصل بعسى هو اسمها ، وهي عاملة الرفع والنصب ، وهذا الضمير في هذا الموضع ضمير رفع لا ضمير نصب ، والمذهب الثالث : مذهب شيخ النحاة سيبويه ومن تابعه ، وتلخيصه أن عسى في هذا البيت ونحوه ليست هي عسى التي ترفع الاسم وتنصب الخبر ، بل هي ههنا حرف ترج ونصب مثل لعل ، والضمير المتصل بها في محل نصب اسمها ، وخبرها محذوف ، أي عساك تبقى ، مثلا. وقد أشبعنا القول في هذه المسألة في شرحنا على الأشموني.
[١٣٩] قد نسب المؤلف هذا البيت لأم النحيف ، وتربص : ارتقب وانتظر ، والجاحم : الشديد الاشتعال ، يقولون : جمر جاحم ، ونار جاحمة ، ومتسعر : ملتهب متوقد. والاستشهاد من هذا البيت في هذا الموضع بقوله «عل صروفها» حيث أسقط اللام الأولى من لعل ، على نحو ما ذكرناه في شرح الشواهد السابقة.
ونظير هذه الشواهد التي أثرها المؤلف ما أنشده موفق الدين بن يعيش (١١٤٢) :
عل الهوى من بعيد أن يقربه |
|
أم النجوم ومن القوم بالعيس |
وما أنشده ابن منظور ونسبه لمجنون بني عامر :
يقول أناس : عل مجنون عامر |
|
يروم سلوا ، قلت : إني لما بيا |