وأما ما روي عن رؤبة من قوله «خير عافاك الله ، أي : بخير» فهو من الشاذ الذي لا يعتد به لقلته وشذوذه ، وكذلك جميع ما استشهدوا به من الأبيات وقد أجبنا عنها في مواضعها بما يغني عن الإعادة.
وأما إضمار ربّ بعد الواو والفاء وبل ـ وهي حروف جر ـ فإنما جاز ذلك لأن هذه الأحرف صارت عوضا عنها دالة عليها ، فجاز حذفها ، وما حذف وفي اللفظ على حذفه دلالة أو حذف إلى عوض وبدل ؛ فهو في حكم الثابت ، وقد بيّنا ذلك مستقصى في موضعه ، بخلاف هاهنا ، فإنكم جوزتم حذف حرف القسم ولا دلالة في اللفظ على حذفه ولا إلى عوض وبدل ، فبان الفرق بينهما ، والله أعلم.