قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

تهذيب اللغة [ ج ٥ ]

60/270
*

الوجين ما غلظ من الأرض قاله النابغة ، وقال أَيْضاً :

يُخالُ به راعي الحَمُولة طائرا

الأصمعي : الحَمَالَةُ الغُرْم تُحمل عن القوم ، ونَحوَ ذلك قال اللَّيث : وقال يقال أيضاً حَمَالٌ ، وأنشد قول الأعشى :

فرع نَبْعٍ يهتزُّ في غُصُن المجد

عظيمُ الندى كثير الحَمَالِ

وقال الأصمعي الحِمَالةُ بكسر الحاء عِلاقة السيف والجميع الحمائِل وكذلك المِحْمَل عِلاقة السيف وجمعه محامل قال الشاعر :

ذرفت دموعك فوق ظهر المِحْمَل

والمِحْمَل الذي يُرْكَبُ عليه بكسر الميم أيضاً والمَحْمِل بفتح الميم المعتمد يقال ما عليه مَحْمِلٌ أي معتمد.

وقال الليث : ما على فلان مَحْمِلٌ من تحميل الحوائج وما على البعير مَحْمِلٌ من ثِقَل الحِمْلِ. أبو عبيد عن أبي زيد قال المُحْمِلُ المرأةُ التي ينزل لبنها من غير حَبَل وقد أَحْمَلَتْ ويقال ذلك للناقة أيضاً.

وروي عن النبي صلى‌الله‌عليه‌وسلم أنه قال في قوم يخرجُون من النار حُمَمَاً فَيَنْبُتُون كما تنبت الحِبّة في حَمِيلِ السيل ، قال أبو عبيد قال الأصمعي : الحَمِيلُ ما حمله السيل وكل مَحْمُولٍ فهو حَمِيلٌ.

قال أبو عبيد ومنه قول عمر في الحَمِيل إنه لا يُوَرَّث إلا ببيّنة ، سمي حَمِيلاً لأنه يُحْمَلُ صغيراً من بلاد العَدُوّ ولم يولدْ في الإسلام ، ويقال بل سمي حَمِيلا لأنه محمول النَّسَب ، ويقال للدعيّ أيضاً حَمِيلٌ وقال الكميت يعاتب قضاعَة في تحويلهم إلى اليمن بنسبهم :

عَلَامَ نزلتُمُ من غير فَقْرٍ

ولا ضَرَّاءَ مَنْزِلةَ الحَمِيلِ

وقال الليث : الحميل المنبوذُ يَحْمِلُه قوم فَيُرَبُّونه ، قال ويسمى الولَدُ في بطن الأُمِّ إذ أُخِذَت من أرض الشرك حَميلاً. وقال الأصمعي الحَمِيلُ الكفيلُ. وقال الكسائي حَمَلْتُ به حَمَالَةً كَفَلْتُ به وفي الحديث «لا تحل المسألة إلا لثَلاثَةٍ» ذكر منهم رجلاً تَحَمَّلَ بِحَمَالةٍ بين قوم وهو أن يقع حربٌ بين فريقين تُسفك فيها الدماءُ فيتحمّل رجلٌ تلك الدياتِ ليُصلح بينهم ويسأل الناس فيها ، وقتادة صاحب الحَمَالَة سمّي بذلك لأنه بحمَالَةٍ كثيرة فسأَل فيها وأَدَّاها. ويجيء الرجلُ الرجلَ إذا انقطع به في سَفَرٍ فيقولُ له احْمِلْني فقد أُبْدِعَ بي أي أَعطني ظهراً أرْكُبُه. وإذا قال الرجل للرجل أَحْمِلْني بقطع الألف فمعناه أَعنِي على حَمْلِ ما أَحْمِلُه.

وقال أبو إسحاق في قول الله جلّ وعزّ : (إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَى السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَها وَأَشْفَقْنَ مِنْها وَحَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ كانَ ظَلُوماً جَهُولاً) [الأحزاب : ٧٢] فقال بعد ما ذكر أقاويل المفسِّرين في هذه الآية : إن حقيقَتَها والله أعلم وهو موافق لما فسروا أن الله جلّ وعزّ ائْتَمن بني آدمَ على ما افْترضَه عليهم من طاعتِهِ وائْتمَن السماواتِ والأرضَ والجبال بقول (ائْتِيا طَوْعاً أَوْ كَرْهاً قالَتا أَتَيْنا طائِعِينَ) [فُصَلَت : ١١] ، فعرفنا الله أَنّ السماواتِ