ح ن م
حنم ، حمن ، منح ، محن ، نحم : مستعملات.
حنم : أهمل الليث حنم.
وروى أبو العباس عن ابن الأعرابي أنه قال : الحَنَمَةُ : البُومة قلت ولم أسمع هذا الحرفَ لغيره وهو ثقة.
نحم : ثعلب عن ابن الأعرابي النَّحْمَةُ : السَّعْلَةُ وتكون الزّحْرَةَ. وقال الليث : نَحَم الفَهْد يَنْحَمُ نَحِيماً ، ونحوه من السباع كذلك.
وكذلك النَّئِيمُ وهو صوتٌ شديد. والنُّحَامُ طائر أحمر على خِلْقة الوزّ الواحدة نُحَامَةٌ. ورجل نَحَّامٌ بخيل إذا طُلِب معروفُه كَثُر سعاله ومنه قول طرفة :
أَرَى قبر نَحَّامٍ بخيل بماله |
كقبر غوِيّ في البَطَالة مفسد |
وقال غيره نحم الساقي والعامل ينحِمُ.
وينحم نحيماً إذا استراح إلى شبه أنين يخرجه من صدره وأنشد :
ما لك لا تَنْحَمُ يا رواحهْ |
إن النَّحيم للسُّقَاة راحهْ |
منح : قال الليث : مَنَحْتُ فلاناً شاةً ، وتلك الشاة اسْمُها المِنِيحة ولا تكون المَنِيحَةُ إلا عاريةً للَّبَنِ خاصَّةً : أبو عبيد عن الكسائي أمْنَحَت الناقة فهي تُمنِحٌ إذا دنا نِتَاجُها.
وقال شمر لا أعرف أمْنَحَتْ بهذا المعنى.
قلت : أمْنَحَتْ بهذا المعنَى صَحِيحٌ ، ومن العرب مسموع ، ولا يضرُّه إنكار شمر إياه.
وفي حديث النَّبي صلىاللهعليهوسلم أنه قال «من مَنَحَ مِنْحة وَرِق أو مَنح لبَناً كان كَعَدْل رقَبَةٍ».
وقال أحمد بن حنبل : مِنْحَةُ الوَرِق هو القَرْضُ. وقال أبو عبيد المَنْحَةُ عند العربِ على مَعْنَيَيْنِ : أحدهما أن يُعْطى الرجلُ صاحبَه المالَ هبةً أو صِلَة فيكونُ له ، وأما المِنحةُ الأُخْرَى فأَنْ يمنحَ الرجلُ أخَاه ناقةً أوشاةً يَحْتَلِبُها زمَناً أو أيَّاماً ثم يردُّها ، وهو تأويل قوله عليهالسلام : «المِنْحَةُ مردودَةُ والعارية مؤدَّاةٌ» ، قال والمِنْحةُ أيضاً تكون في الأَرضِ يَمْنَحُ الرجلُ الرجلَ أرضَه ليزْرَعها. ومنه حديث النبي صلىاللهعليهوسلم «من كان له أرضٌ فليزرعْها أو يمنحْها أخاه» أي يدفعْها إليه حتى يزرَعها فإذا فَرَغ رَفَع زرْعَها وردَّها على صاحبها.
أبو عبيد عن الفراء : مَنَحْتُه أمْنِحُه وأمْنَحُه في باب فَعَل يفعِلُ ويفعَل وقال الليث المنْحَةُ منفعتُك أخَاك بما تَمْنَحَهُ. وكلُّ شيء تقصد به قصدَ شيء فقد مَنَحْتَه إياه كما تمنح المرأةُ وجههَا المرآة ومنه قول سُوَيد بن كُرَاع :
تمنح المرآةَ وَجْهَاً وَاضِحاً |
مثلَ قَرْنِ الشَّمْسِ في الصَّحْوِ ارْتَفَع |
والمَنِيحُ الثامِنُ مِنْ قِدَاح المَيْسِر. وقال اللحياني المَنِيحُ أحدُ القِدَاحِ الأرْبَعَةِ التي ليس لَهَا غُنْمٌ ولا غُرْمٌ ، إنما يثقَّل بها القداح كراهة التُّهمَة ؛ أولها المُصَدَّرُ ثم المضعَّفُ ثم المَنِيحُ ثم السَّفِيحُ. والمنيح أيضاً قِدْح من قِدَاحِ الميسر يُوثَقُ بفَوْزِه فيستعار لِيُتَيَمَّن بفوزه ، فالمنيح الأولُ من لَغْو القِدَاحِ ، وهو اسم له. والمنيح الثاني