الجواب أن يكون الشرط ماضيا وهو هنا مضارع ودعوى حذف الجواب أولى من قول الشاطبي أتى بالمضارع مصاحبا لأداة الشرط والجواب مقدم وهو غير جائز إلا في الشعر كقوله :
فلم أرقه أن ينج منها
اه لأنه ربما يوهم أن الشرط إذا كان ماضيا جاز تقديم الجواب في الشعر وهو لا يجوز مطلقا ثم فيه مع هذا ارتكاب ضرورة أخرى وهي حذف الفاء من الجواب فارتكاب ضرورة أولى من ارتكاب ضرورتين (وإن لم يستطل) شرط وجملة (فالحذف نزر) من المبتدأ أو الخبر جواب الشرط في محل جزم (وأبوا) فعل ماض وفاعله ضمير يرجع إلى العرب و (إن) بفتح الهمزة حرف مصدري و (يختزل) مضارع مبني للمجهول منصوب بأن وفيه ضمير مرفوع على النيابة عن الفاعل ويختزل صلة أن تسبك معه بمصدر منصوب على المفعولية بأبوا والتقدير وأبو اختزاله أي اقتطاعه كما في الصحاح أو حذفه كما في المحكم (إن) بكسر الهمزة حرف شرط و (صلح) بضم اللام وفتحها فعل الشرط في محل جزم و (الباقي) فاعل صلح و (ولو صل) متعلق بصلح و (مكمل) اسم فاعل من أكمل نعت لوصل وجواب الشرط محذوف جوازا لوجود شرطيه وهما دلالة ما تقدم عليه ومضي فعل الشرط (والحذف) مبتدأ و (عندهم) متعلق بكثير أو بالحذف أو بمنجلي قاله المكودي و (كثير) خبر المبتدأ و (منجلي) نعت كثير وقيل خبر بعد خبر. و (في عائد) متعلق بالحذف أو بكثير أو بمنجلي قال المكودي أيضا وفيه بحث لأنه على تقدير أن يكون عندهم متعلقا بمنجلي يلزم الفصل بينه وبينه بكثير وهو أجنبي من منجلي وعلى تقدير أن يكون في عائد متلعقا بالحذف وعندهم متعلقا بغيره يلزم الفصل بين المصدر ومعموله وهو لا يعمل مفصولا من معموله وعلى تقدير أن يكون في عائد متعلقا بكثير يلزم الفصل أيضا بينه وبينه بمنجلي وهو أجنبي من كثير و (متصل) نعت لعائد و (إن) حرف شرط و (انتصب) فعل الشرط و (بفعل) متعلق بانتصب و (أو وصف) معطوف على فعل وجواب الشرط محذوف جواز الدلالة ما قبله عليه ومضي الشرط و (كمن) مجرور الكاف قول محذوف وبقي مقوله ودخلت الكاف على مقول القول ومن بفتح الميم اسم موصول في محل رفع على الابتداء وجملة (نرجو) صلة من والعائد إليها ضمير منصوب محذوف وجملة (يهب) خبر من ومن خبرها مقول القول والتقدير كقولك الذي نرجوه يهب. و (كذاك) خبر مقدم وهو إشارة إلى حذف الضمير المنصوب و (حذف) مبتدأ مؤخر و (ما) موصول اسمي مضاف إليه وهي جارية على موصوف محذوف و (بوصف) متعلق بخفضا ونعته محذوف للعلم به من شرط نصبه وجملة (خفضا) بالبناء للمفعول صلة ما والعائد إليها الضمير المستتر في خفضا النائب عن الفاعل والألف فيه للإطلاق والتقدير حذف العائد الذي خفض بوصف كائن بمعنى الحال أو الاستقبال كذلك و (كأنت) الكاف جارة لقول محذوف وأنت مبتدأ و (قاض) خبره والجملة مقول القول المحذوف و (بعد) متعلق بمحذوف نعت لما قبله و (أمر) مضاف إليه على تقدير مضاف بينهما و (من قضى) متعلق بمحذوف ويحتمل أن يكون قضى مصدرا مقصورا للضرورة ويحتمل أن يكون فعلا ماضيا على تقدير حذف المضاف وإقامة المضاف إليه مقامه والتقدير كقولك أنت قاض الواقع بعد فعل أمر مشتق من قضاء على تقدير المصدرية أو من مادة قضى على تقدير الفعلية. و (كذا) خبر مقدم و (الذي) مبتدأ مؤخر على حذف مضاف وهو جار على منعوت مقدر و (جر) بضم
______________________________________________________
الحال) لا واو العطف ولا واو الاستئناف (كانت الجملة) الداخلة عليها واو الحال (في موضع نصب) على الحال من أبوه (وكانت قد فيها مضمرة) لتقرب الماضي من الحال ويكون تقدير الكلام زيد قام أبوه والحال أنه قد قعد أخوه (وإذا قلت قال زيد عبد الله منطلق وعمرو مقيم فليس من هذا) الباب الذي هو من عطف جملة على جملة لها محل حتى تكون جملة عمرو مقيم محلها نصب بالعطف على جملة عبد الله منطلق المحكية بالقول (بل الذي محله النصب على المفعولية بقال مجموع الجملتين) المعطوفة والمعطوف عليها (لأن المجموع) المركب من الجملتين المذكورتين (هو المقول) للقول (فكل منهما) أي