والكسائي : اسميّتان محكيّتان (١) بمنزلة تأبّط شرّا نقلا (٢) عن أصلهما وسمّي بهما المدح والذّمّ (٣).
(رافعان اسمين) فاعلين لهما (مقارني أل) الجنسيّة (٤) نحو (نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصِيرُ)(٥) (أو مضافين لما قارنها) أو لمضاف (٦) لما قارنها (كنعم عقبي الكرما) و
فنعم ابن أخت القوم (٧) [غير مكذّب |
|
زهير حسام مفرد من حمائل] |
ويرفعان مضمرا يفسّره |
|
مميّز كنعم قوما معشره |
(ويرفعان مضمرا) مستترا (٨) (يفسّره مميّز كنعم قوما معشره) و (بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً)(٩)(١٠) وقد يستغني عن التّمييز للعلم بجنس الضّمير (١١) كقوله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
__________________
(١) فقولنا نعم الرجل زيد ، نعم الرجل مبتداء وزيد خبره ، مثل قولنا تأبّط شرّا قائم فقوله (والكسائي اسميتان) مسامحة في التعبير فإن ظاهره انّ نعم الرجل جملة اسميّة وليس هذا بمراد للكسائي بل مراده أن نعم الرجل مركّبة اسم للمدح كما إنّ تأبّط شرا اسم لرجل ، والمحكي في اصطلاحهم هو اللفظ المنقول على حسب ما كان قبل النقل في الحركات فلفظ تابط شرا المنقول من الجملوية إلى العلمية بعد باق على حركاتها السابقة ولم تتبدّل كما أن نعم الرجل المنقول من الجملة الفعليّة إلى أن صار اسما للمدح باق على فتح ميم نعم وضم لام الرجل من غير تغيير.
(٢) بضم النون وكسر القاف تثنية ماض مجهول.
(٣) أي : صارا اسمين للمدح والذم من باب علم الجنس.
(٤) لا أل الاستغراقيّة بمعني الكلّ.
(٥) الأنفال ، الآية : ٤٠.
(٦) متعلّق بمضافين أي مضافين إلى مضاف إلى المعرف بأل.
(٧) فعقبي فاعل لنعم مضاف إلى المعرف باللام وابن مضاف إلى المضاف إلى المعرف.
(٨) وهذا النوع الثاني لفاعلها.
(٩) فقوما وبدلا تميزان للضمير المستتر في نعم أي نعم هو قوما وبئس هو بدلا.
(١٠) الكهف ، الآية : ٥٠.
(١١) والتمييز لرفع الإبهام فلا حاجة إليه.