أحسن في عينه الكحل منه في عين زيد» ، (١) والأصل أن يقع هذا الظّاهر بين ضميرين أوّلهما للموصوف وثانيهما للظّاهر كما تقدّم ، (٢) وقد يحذف الضّمير الثّاني وتدخل «من» إمّا علي الظّاهر نحو «من كحل عين زيد» ، أو محلّه نحو «من عين زيد» أو ذي المحلّ نحو «من زيد».
كلن تري في النّاس من رفيق |
|
أولي به الفضل من الصّدّيق |
وممّا جاء من كلامهم (٣) «ما أحد أحسن به الجميل من زيد» (٤) والأصل «من حسن الجميل بزيد» (٥) أضيف الجميل إلى زيد (٦) ثمّ حذف.
__________________
في ساير الأيام مفضّل على الصوم في عشر ذيحجّة ولكن هذا التفضيل منفي بما.
وأما من جهة وقوع الفعل موقعه فبأن يقال ما من يوم يحبّ الله فيه الصوم أكثر من الصوم في عشر ذيحجّة ، والظاهر أي الصوم أجنبي عن الموصوف وهو (أيّام) لعدم اتصّال الصوم بضمير يعود إلى أيّام.
(١) فالظاهر المرفوع هو الكحل وهو أجنبي عن موصوفه (رجلا) وهو مفضّل حالكونه في عين أي رجل على كونه في عين زيد والتفضيل منفي بما ومعني الجملة أن الكحل في عين غير زيد ليس بأحسن من الكحل في عين زيد.
(٢) في المثالين فضمير (فيها) يعود إلى أيّام و (منه) إلى الصوم وضمير (عينه) إلى رجلا و (منه) إلى الكحل.
(٣) أي : من الموارد التي جاء رفع الاسم الظاهر بأفعل مع حذف الضمير الثاني من كلام النحاة.
(٤) فالظاهر المرفوع الجميل والضمير الثاني محذوف ، إذ الأصل الجميل منه بزيد ، وأصله بالنظر إلى المعني ووقوع الفعل مقامه (ما أحد يكون الجميل به أي الإحسان إليه أحسن من الجميل بزيد) فالجميل بأحد مفضّل وأحسن من الجميل بزيد لكن هذا التفضيل نفي بما.
(٥) زاد الشارح كلمة (حسن) ليكون متعلّقا للجار والمجرور (بزيد) ولذا حذف لما حذف الباء حين إضافة جميل إلى زيد.
(٦) هنا أمران على الطالب أن يسأل عنهما :
الأول : أنه كيف أضيف جميل إلى زيد ، مع أنّ الجميل ليس بزيد ، بل المراد جميل الغير بزيد ، أي : إحسان الناس إليه؟
والجواب : أنّ هذه الإضافة من باب إضافة اسم المصدر إلى مفعوله كقولنا عطاء الفقير المراد به عطاء