ونظيره (١) قول المصنف : (كلن تري في النّاس من رفيق) أي صاحب (أولى (٢) به الفضل من) أبي بكر (الصّدّيق) إذ الأصل «أولي به الفضل من ولاية (٣) الفضل بالصّدّيق ثمّ من فضل الصّدّيق ثمّ من الصّدّيق.
خاتمة : أجمعوا على أنّ أفعل التفضيل يعمل في التّمييز والحال والظّرف (٤) وعلي أنّه لا يعمل في المفعول المطلق ولا في المفعول به وأمّا قوله تعالى (٥) : (اللهُ أَعْلَمُ حَيْثُ يَجْعَلُ رِسالَتَهُ)(٦) فـ «حيث» مفعول به لفعل مقدّر دلّ عليه «أعلم» (٧) أو مفعول به علي السّعة (٨) كذا قالوه.
__________________
الغير للفقير.
الأمر الثانى : أنه لم أضيف ثم حذف؟
والجواب : انّ الموجب للاضافة لزوم حذف الباء ، اذ لو لم يحذف البا لم يجز دخول من على زيد ، لعدم دخول من على الحرف ولو لا الإضافة لما حذف الباء.
(١) أي : نظير المثال السابق ، وهو ما أحد ... في جميع الخصوصيّات من رفع الظاهر وحذف الضمير والتقديرات.
(٢) (أولي) من الولاية ، وهي القرب ، والفضل الدرجة الرفيعة والمعني (لن تري من رفيق يكون الفضل أقرب إليه من قرب الفضل بالصّديق) فالمرفوع الفضل ، وهو مفضّل وأولى (حالكونه في الصديق) على الفضل في أبي بكر الصدّيق ، ونفي هذا التفضيل بإن ، فالمعنى ليس الفضل بأي صديق أولي من الفضل بأبي بكر.
(٣) زيادة كلمة ولاية لتعلّق الجار به كما مرّ ، والتقديرات عين التقديرات في مثال جميل فراجع.
(٤) فالأول نحو أنت أحسن الناس وجها.
والثانى : نحو زيد أشجع من عمرو راكبا.
والثالث : نحو فلان أصبر الناس عند الحوادث.
(٥) يعني بعد ما علمنا أن أفعل لا يعمل في المفعول به ليكون حيث مفعولا به ولا يصحّ أيضا أن يكون ظرفا لأعلم فأن الظرف يقتضي إحاطته بمظروفه وعلم الله لا يحاط بظرف لقوله تعالى ولا يحيطون بشيء من علمه ، فلذلك تخلّصوا من ذلك بتقدير فعل من مادّة (أعلم) ليكون مفعولا به لذلك الفعل.
(٦) الأنعام ، الآية : ١٢٤.
(٧) أي : يعلم.
(٨) يعني أن أفعل التفصيل وإن كان لا يعمل في المفعول به لكنّ (حيث) ظرف والظرف موسّع فيه فيجوز