وليتني فشا وليتي ندرا |
|
ومع لعلّ اعكس وكن مخيّرا |
في الباقيات واضطرارا خفّفا |
|
منّي وعنّي بعض من قد سلفا |
(وليتني) بالنّون (فشا) أي كثر وذاع لمزيّتها (١) على أخواتها في الشّبه بالفعل ، يدل على ذلك (٢) سماع إعمالها مع زيادة ما كما سيأتى (٣) وفي التنزيل (يا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ)(٤) (وليتى) بلا نون (ندرا) أي شذّ ، قال الشاعر :
كمنية جابر إذ قال ليتى |
|
أصادفه وأفقد جلّ مالي |
(ومع لعلّ اعكس) هذا الامر فتجريدها من النّون كثير لأنّها أبعد من الفعل لشبهها بحرف الجرّ (٥) وفي التّنزيل (لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبابَ)(٦) واتّصالها بها (٧) قليل قال الشاعر :
فقلت أعيراني القدوم لعلّني |
|
أحطّ بها قبرا لأبيض ماجد |
(وكن مخيّرا) في إلحاق النّون وعدمها (في الباقيات) إنّ وأنّ وكأنّ ولكنّ ، نحو :
وإنّي على ليلى لزار وإنّني |
|
[على ذاك فيما بيننا مستديمها] |
وقال الفرّاء : عدم إلحاق النّون هو الإختيار.
(واضطرارا خفّفا) نون (منّي وعنّي بعض من قد سلفا) من الشّعراء فقال :
__________________
(١) دليل لكثرة مجىء النون مع ليت ، لأنّ المصنف قال : (مع الفعل التزم نون وقاية) وليت حرف فأشبهيّة ليت بالفعل من باقي حروف المشّبهة تلحقها بالفعل في لحوق النون بها.
(٢) أي : على مزية شباهتها بالفعل انّها تعمل مع زيادة ما دون أخواتها.
(٣) في باب انّ وأخواتها.
(٤) النساء ، الآية : ٧٣.
(٥) لتعلّق ما بعدها بما قبلها نحو تب لعلّك تفلح ، كما أنّ حرف الجر مع مجروره يتعلّق بما قبلها من فعل وشبهه.
(٦) غافر ، الآية : ٣٦.
(٧) أي : اتصال النون بلعلّ.