المعنى في وقوعه وقتا دون وقت (فأخبرا) كنحن في شهر كذا (١) والورد في أيّار (٢)
ولا يجوز الابتدا بالنّكره |
|
ما لم تفد كعند زيد نمره |
وهل فتى فيكم فما خلّ لنا |
|
ورجل من الكرام عندنا |
(ولا يجوز الابتدأ بالنّكرة ما) دام الابتدأ بها (لم يفد) لأنّه لا يخبر إلّا عن معروف (٣) فإن أفاد جاز الابتداء. وتحصيل الفائدة بأمور :
أحدها ـ أن يتقدّم الخبر وهو ظرف أو مجرور مختصّ (٤) (كعند زيد نمره) و «في الدّار رجل».
(و) الثّاني أن يتقدّمها استفهام نحو (هل فتى فيكم).
والثّالث ـ أن يتقدّمها نفي نحو «إن تكن خليلنا (٥) (فما خلّ لنا).
(و) الرّابع ـ أن تكون موصوفة بوصف إمّا مذكور ، نحو (رجل من الكرام عندنا) (٦) أو مقدّر ، نحو «شرّ أهرّ ذا ناب» أي عظيم على أحد التّقديرين (٧) وكذا إن كان
__________________
(١) كذا إشارة إلى شهر من الشهور كشعبان مثلا وهذا مثال لما إذا كان المبتدا عامّا والزمان خاصا فإن الإنسان المتكلم مع غيره ذوات ثابتة باقية في كل شهر وشهر شعبان مثلا خاص بمدة معينة.
(٢) مثال للقسم الثاني إذ الورد مثل الزمان في كونه متجددا لأنه يأتي في فصل وينعدم بعده كما أن شهر أيّار كذلك.
(٣) أي : أن المخبر عادة لا يخبر عن حال أحد أو شيء إلّا أن يكون ذلك الشيء معروفا عند السامع لا عن مجهول لعدم الفائدة في الإخبار عن المجهول.
(٤) بأن يكون الظرف مضافا إلى المعرفة كعند زيد نمرة أو كان المجرور معرفة نحو في الدار رجل فلا يصح عند رجل نمرة أو في دار رجل.
(٥) الشاهد في خل أنه نكرة وجاز الابتداء به لوقوعه بعد النفي.
(٦) فمن الكرام صفة الرجل.
(٧) أي : على تقدير أن يكون القائل لهذا المثل في مقام بيان أهمية الشر الذي أهرّ الكلب وخطره فالتقدير شر