٧ ـ أخرج الواقدي قال : لمّا قُتل عثمان تكلّموا في دفنه ، فقال طلحة : يُدفن بدير سلع. يعني مقابر اليهود. ورواه الطبري في تاريخه (١) (٥ / ١٤٣) غير أنّ فيه مكان طلحة : رجل.
٨ ـ أخرج الطبري بالإسناد ، قال : حُصر عثمان وعليّ بخيبر ، فلمّا قدم أرسل إليه عثمان ، يدعوه فانطلق ، فقلت : لأنطلقنّ معه ولأسمعنّ مقالتهما ، فلمّا دخل عليه كلّمه عثمان ، فحمد الله وأثنى عليه ثمّ قال : أمّا بعد ؛ فإنّ لي عليك حقوقاً ، حقّ الإسلام وحقّ الإخاء ، وقد علمت أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم حين آخى بين الصحابة آخى بيني وبينك ، وبيّن حقّ القرابة والصهر ، وما جعلت لي في عنقك من العهد والميثاق ، فو الله لو لم يكن من هذا شيء ثمّ كنّا إنّما نحن في جاهلية لكان مبطّأً على بني عبد مناف أن يبتزّهم أخو بني تيم ملكهم. فتكلّم عليّ فحمد الله وأثنى عليه ، ثمّ قال :
«أمّا بعد : فكل ما ذكرت من حقّك عليّ على ما ذكرت ، أمّا قولك : لو كنّا في جاهليّة لكان مُبطّئاً على بني عبد مناف أن يبتزّهم أخو بني تيم ملكهم ، فصدقت وسيأتيك الخبر». ثم خرج فدخل المسجد فرأى أُسامة جالساً ، فدعاه فاعتمد على يده ، فخرج يمشي إلى طلحة وتبعته ، فدخلنا دار طلحة بن عبيد الله وهي رجّاس (٢) من الناس ، فقام إليه فقال : «يا طلحة ما هذا الأمر الذي وقعت فيه؟» فقال : يا أبا حسن بعد ما مسّ الحزام الطبيَين (٣). فانصرف عليّ ولم يحر إليه شيئاً حتى أتى بيت المال ، فقال : «افتحوا هذا الباب». فلم يقدر على المفاتيح فقال : «اكسروه» ، فكُسر باب بيت المال ، فقال : «أخرجوا المال». فجعل يُعطي الناس فبلغ الذين في دار
__________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك : ٤ / ٤١٣ حوادث سنة ٣٥ ه.
(٢) الرجّاس : صوت الشيء المختلط العظيم.
(٣) أي : اشتدّ الأمر وتفاقم. كتب عثمان إلى عليّ عليهالسلام : قد بلغ السيل الزبى وجاوز الحزام الطُّبْيَين. تاج العروس : ١٠ / ٢٢٢. (المؤلف)