الحديد (٢ / ٢٣) (١).
٢ ـ من كتاب لمعاوية إلى قيس بن سعد قبل وقعة صفّين : أمّا بعد ؛ فإنّكم إن كنتم نقمتم على عثمان بن عفّان رضى الله عنه في أثرة رأيتموها ، أو ضربة سوط ضربها ، أو شتيمة رجل ، أو في تسييره آخر ، أو في استعماله الفُتي ، فإنّكم قد علمتم إن كنتم تعلمون أنّ دمه لم يكن يحلّ لكم ، فقد ركبتم عظيماً من الأمر وجئتم شيئاً إدّا ، فتب إلى الله عزّ وجلّ يا قيس بن سعد! فإنّك كنت في المجلبين على عثمان بن عفّان رضى الله عنه إن كانت التوبة من قتل المؤمن تغني شيئاً.
فأمّا صاحبك فإنّا استيقنّا أنّه الذي أغرى به الناس ، وحملهم على قتله حتى قتلوه ، وأنّه لم يسلم من دمه عظم قومك ، فإن استطعت يا قيس أن تكون ممّن يطلب بدم عثمان فافعل ، تابعنا على أمرنا ولك سلطان العراقين إذا ظهرت ما بقيت ، ولمن أحببت من أهل بيتك سلطان الحجاز ما دام لي سلطان ، وسلني غير هذا ممّا تحبّ فإنّك لا تسألني شيئاً إلاّ أُوتيته ، واكتب إليّ برأيك فيما كتبت به إليك. والسلام.
فكتب إليه قيس :
أمّا بعد ؛ فقد بلغني كتابك ، وفهمت ما ذكرت فيه من قتل عثمان رضى الله عنه ، وذلك أمر لم أُقارفه ولم أطف به. وذكرت صاحبي هو أغرى الناس بعثمان ، ودسّهم إليه حتى قتلوه ، وهذا لم أطّلع عليه ، وذكرت عظم عشيرتي لم تسلم من دم عثمان ، فأوّل الناس كان فيه قياماً عشيرتي. إلخ.
وفي لفظ : فلعمري إنّ أولى الناس في أمره عشيرتي. فلعمري إنّ أوّل الناس كان فيه قياماً عشيرتي ولهم أُسوة.
__________________
(١) تاريخ الأُمم والملوك : ٤ / ٥٤٩ حوادث سنة ٣٦ ه ، الكامل في التاريخ : ٢ / ٣٥٤ حوادث سنة ٣٦ ه ، شرح نهج البلاغة : ٦ / ٥٩ خطبة ٦٧.