بحديثه. وقال ابن سعد (١) : كان كثير الحديث وكان يضعف لروايته عن أبيه.
تهذيب التهذيب (٢) (٦ / ١٧١).
وبعد ذلك كلّه فإنّي أستغرب هذه الرفاقة وأنّ الرجل بما ذا اختصّ بها وحصل عليها من دون الصحابة المقدّمين ذوي الفضائل والمآثر ، وفي مقدّمهم صنوه صلىاللهعليهوآلهوسلم أمير المؤمنين عليّ صلوات الله عليه وهو نفسه في الذكر الحكيم ، وأخوه المخصوص به في حديث المواخاة المعربة عن المجانسة بينهما في النفسيّات ، وهو الذابّ الوحيد عنه في حروبه ومغازيه ، ومثله الأعلى في العصمة والقداسة بصريح آية التطهير ، وباب مدينة علمه في الحديث المتواتر.
فبما ذا اختصّ عثمان بهذه الرفاقة دون عليّ أمير المؤمنين ، ألمشاكلته مع صاحب الرسالة العظمى في النسب أو الحسب في العلم والتقوى والملكات الفاضلة؟ أو لاتّباعه ما جاء به صلىاللهعليهوآلهوسلم من كتاب أو سنّة؟ وأنت متى استشففت ما تلوناه في هذا الكتاب من موارد الخليفة ومصادره ، وأخذه وردّه ، وأفعاله وتروكه ، تعلم مبوّأه من كلّ هاتيك الفضائل وتجد من المستحيل ما أثبتته له هذه الرواية الواهية بإسنادها الساقط ، تعالى نبيّ العظمة عن ذلك علوّا كبيراً.
ولست أدري لما ذا ردّ الله دعاء نبيّه الأعظم في أبي بكر الوارد فيما أخرجه ابن عدي (٣) من طريق الزبير بن العوام قال : قال رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم : اللهمّ إنّك جعلت أبا بكر رفيقي في الغار فاجعله رفيقي في الجنّة (٤).
نعم ؛ هذا كحديث ابن ماجة هما سواسية في البطلان ، في إسناده محمد بن
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ٥ / ٤١٦.
(٢) تهذيب التهذيب : ٦ / ١٥٥.
(٣) الكامل في ضعفاء الرجال : ٦ / ٢٨٦ رقم ١٧٧١.
(٤) لسان الميزان : ٥ / ٤١٨ [٥ / ٤٧٣ رقم ٨١٦٠]. (المؤلف)