أصفقت على أنّ رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لم يتّخذ لنفسه أخاً يوم المؤاخاة بين المهاجرين والأنصار إلاّ ابن عمّه عليّ بن أبي طالب؟ وهذا الذي يقتضيه الاعتبار بعد ما نصّ الكتاب العزيز على أنّ عليّا سلام الله عليه نفس النبيّ الأقدس ، وأنّهما من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً ، وأنّ ولاية عليّ مقرونة بولاية الله ورسوله (١)
وبعد ما ثبت أنّه سلام الله عليه صنو النبيّ الأعظم في الفضائل ، وشاكلته في النفسيّات ، ورديفه في الملكات الفاضلة ، ونظيره من أُمّته كما جاء عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٢) ، وهو منه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلة رأسه من بدنه نصّا منه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٣) ، وهو منه صلىاللهعليهوآلهوسلم بمنزلته من ربّه كما ورد عن أبي بكر مرفوعاً (٤) ، وهما من شجرة واحدة وسائر الناس من شجر شتّى كما روي عنه صلىاللهعليهوآلهوسلم (٥) ، وهو الذي ثبت فيه قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «أنت منّي وأنا منك» (٦) ، وهو الذي أنزله صلىاللهعليهوآلهوسلم من نفسه بمنزلة هارون من موسى ولم يستثن له ممّا اختصّه الله به إلاّ النبوّة (٧).
__________________
(١) راجع ما مرّ في : ٢ / ٤٧ و ٣ / ١٥٦ ـ ١٦٧. (المؤلف)
(٢) الرياض النضرة : ٢ / ١٦٤ [٣ / ١٠٧]. (المؤلف)
(٣) تاريخ الخطيب البغدادي : ٧ / ١٢ [رقم ٣٤٧٥] ، الرياض النضرة : ٢ / ١٦٢ [٣ / ١٠٥] ، مصباح الظلام للدمياطي : ٢ / ٥٦ [٢ / ١٣٥]. (المؤلف)
(٤) الرياض النضرة : ٢ / ١٦٣ [٣ / ١٠٦]. (المؤلف)
(٥) سيوافيك حديثه إن شاء الله تعالى بألفاظه ومصادره. (المؤلف)
(٦) صحيح البخاري كتاب المناقب : ٥ / ٢١٩ [٣ / ١٣٥٧ باب ٩] ، مسند أحمد : ٥ / ٢٠٤ و ٣٥٦ [٦ / ٢٦٥ ح ٢١٢٧٠ و ٤٨٩ ح ٢٢٥٠٣] ، صحيح الترمذي في المناقب : ٢ / ٢١٣ [٥ / ٥٩٣ ح ٣٧١٦] ، خصائص النسائي : ص ٢٠ ، ٢٤ ، ٣٦ [ص ٨٦ ـ ٨٧ ح ٦٨ ـ ٧٠ ، وفي السنن الكبرى : ٥ / ١٢٧ ح ٨٤٥٥ وص ١٤٨ ح ٨٥٢٣ وص ١٦٩ ح ٨٥٧٩] ، تاريخ الخطيب : ٤ / ١٤٠ [رقم ١٨٢٢] ، وراجع ما مضى في الجزء السادس : ص ٣٣٨ ـ ٣٥٠. (المؤلف)
(٧) حديث المنزلة أخرجه أئمّة الحديث بطرق صحيحة في الصحاح والمسانيد. (المؤلف)