سعد (١) وابن معين وابن عيينة. وقال أحمد (٢) وأبو حاتم (٣) أيضاً وأبو زرعة : مضطرب الحديث لا تقوم به الحجّة عند أهل العلم بالحديث. وقال يحيى : عامّة شيوخه لا يُعرفون. وقال ابن حبّان (٤) : اختلط في آخر عمره فكان يقلّب الأسانيد ويرفع المراسيل ، ويأتي عن الثقات بما ليس من حديثهم ، تركه القطان وابن مهدي وابن معين وأحمد. وقال أبو أحمد الحاكم : ليس بالقويّ عندهم. وقال أبو عبد الله الحاكم : مُجمَع على سوء حفظه (٥).
ألا تعجب من حافظ كابن كثير يذكر رواية هذا شأنها وهذه عللها وذلك متنها المعلول ويرسلها إرسال المسلّم في مقام الحجاج ويعدّها من فضائل عثمان؟ ويأتي إلى حديث المؤاخاة الصحيح الثبت المتواتر الوارد من طرق مسندة معنعنة في الصحاح والأسانيد ويتخلّص منه بقوله (٦) : أسانيدها كلّها ضعيفة لا يقوم بشيء منها حجّة ، والله أعلم (٧). ويروي في تاريخه (٨) (٧ / ٣٥٧) نزول آية الولاية في عليّ عليهالسلام فقال : هذا لا يصحّ بوجه من الوجوه لضعف أسانيده ، ولم ينزل في عليّ شيء من القرآن بخصوصيّته (٩). حيّا الله الأمانة! وقاتل الله الحبّ المعمي والمصمّ.
__________________
(١) الطبقات الكبرى : ٦ / ٣٤٩.
(٢) العلل ومعرفة الرجال : ٢ / ٣٧٩ رقم ٢٦٩١.
(٣) الجرح والتعديل : ٧ / ١٧٧ رقم ١٠١٤.
(٤) كتاب المجروحين : ٢ / ٢٣١.
(٥) تهذيب التهذيب : ٨ / ٤٦٨ [٨ / ٤١٧]. (المؤلف)
(٦) راجع تاريخ ابن كثير ـ البداية والنهاية ـ : ٧ / ٣٣٥ [٧ / ٣٧١ حوادث سنة ٤٠ ه]. (المؤلف)
(٧) مرّ حديث المؤاخاة بطرقه المفصّلة في ٣ / ١١٢ ـ ١٢٥ ، ومرّ الإيعاز إليه في هذا الجزء صفحة : ٣١٧. (المؤلف)
(٨) البداية والنهاية : ٧ / ٣٩٥ حوادث سنة ٤٠ ه.
(٩) أسلفنا في : ٣ / ١٥٦ ـ ١٦٧ تفصيل القول في نزول الآية في علي عليهالسلام ، وصحّة روايته ، وإطباق الفقهاء والمتكلّمين والمحدّثين والمفسّرين على ذلك. (المؤلف)