وقول نائلة بنت الفرافصة زوجته له : اتّق الله وحده لا شريك له ، واتّبع سنّة صاحبيك من قبلك.
إلى كلمات كثيرة لأُمّة كبيرة من الصحابة مرّت في هذا الجزء ، فنزول الآية الكريمة في عثمان لا تساعده تلكم الأقوال ، وتضادّه سيرته المعروفة ، هكذا يحرّفون الكلم عن مواضعه ونسوا حظّا ممّا ذُكّروا به.
٤٥ ـ أخرج ابن عساكر (١) كما في تاريخ الخلفاء للسيوطي (٢) (ص ١١٠) عن ابن عبّاس أنّه قال : لو لم يطلب الناس بدم عثمان لرموا بالحجارة من السماء. وذكره القرماني في أخبار الدول هامش الكامل (٣) (١ / ٢١٤).
قال الأميني : للباحث أن يُسائل راوي هذه المزعمة المرسلة المعزوّة إلى حبر الأُمّة عن أنّ الطلب بدم عثمان هل كان أمراً مشروعاً يرتضيه الله ورسوله؟ أو كان غير ذلك؟ فإن كان الأوّل فلما ذا كان رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يعهد إلى عليّ أمير المؤمنين أن يقاتل الناكثين والقاسطين الطالبين بدم عثمان ، ويحثّ عيون أصحابه على مناصرته عليهالسلام متى واثبه القوم ، ويحذّر مناوئيه في المقامين وينهاهم عن قتاله عليهالسلام ، ويصفهم بالظلم إن فعلوا؟ راجع الجزء الثالث (ص ١٨٨ ـ ١٩٥).
ولما ذا كان مولانا أمير المؤمنين يناضلهم فضلاً عن عدم اشتراكه معهم في الطلب ـ ولا يسلّم إليهم قتلة عثمان وآواهم؟ وهو الذي يدور الحقّ معه حيثما دار ، وهو مع القرآن والقرآن معه لا يفترقان حتى يردا على النبيّ الحوض (٤).
وكيف كانت الصحابة العدول يقاتلون معه عليهالسلام الثائرين بدم عثمان؟ وفي يوم
__________________
(١) تاريخ مدينة دمشق : ٣٩ / ٤٤٧ رقم ٤٦١٩ ، وفي مختصر تاريخ دمشق : ١٦ / ٢٥٠.
(٢) تاريخ الخلفاء : ص ١٥٢.
(٣) أخبار الدول : ١ / ٣٠١.
(٤) راجع ما ذكرناه في الجزء الثالث : ص ١٧٦ ـ ١٨٠. (المؤلف)