أُولئِكَ عَنْها مُبْعَدُونَ) (١) هم عثمان وأصحاب عثمان ، وأنا من أصحاب عثمان.
قال الأميني : لنا أن نسائل الخطيب عن عيسى بن محمد بن منصور الإسكافي من هو؟ وما محلّه من الإعراب؟ وهو الذي ترجمه هو ولا يعرف منه إلاّ اسمه ، ونسائله عن محمد الهمداني وعن شيخه الذي لم يسمّه هو ولا غيره كأنّه لم يكن ولم يولد ، وعن النعمان بن بشير ، من هو؟ وما خطره؟ وما قيمة روايته؟ وهو الخارج على إمامه يوم صفّين ومحاربه في صفّ الطغام الطغاة ، وهو الذي عرّفه قيس بن سعد الأنصاري يوم ذاك بقوله له : وأنت والله الغاشّ الضالّ المضلّ ، وهو القائل لقيس : لو كنتم إذ خذلتم عثمان خذلتم عليّا لكانت واحدة بواحدة ، ولكنّكم خذلتم حقّا ونصرتم باطلاً.
وهلاّ عليّ هذا هو الذي سأله عثمان أيّام حوصر أن يخرج إلى ينبع حتى لا يغتمّ به ولا يغتمّ به عليّ؟ وهلاّ هو ذلك القائل : «والله الذي لا إله إلاّ هو ما قتلته ، ولا مالأت على قتله ولا ساءني»؟
والقائل : «ما أحببت قتله ولا كرهته ، ولا أمرت به ولا نهيت عنه ، ولا سرّني ولا ساءني»؟ والقائل لأصحابه يوم صفّين : «انفروا إلى من يقاتل على دم حمّال الخطايا ، فوالذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّه ليحمل خطاياهم إلى يوم القيامة لا ينقص أوزارهم شيئاً»؟
وهلاّ هو الكاتب إلى أهل مصر بقوله : «إلى القوم الذين غضبوا لله حين عُصي في أرضه ، وذهب بحقّه ، فضرب الجور سرادقه على البرّ والفاجر».
وهلاّ هو ذلك الذي لم يشهد لعثمان أنّه قُتل مظلوماً؟ كما مرّ حديثه (٢).
__________________
(١) الأنبياء : ١٠١.
(٢) تجد هذه الأحاديث في هذا الجزء : ٦٩ ـ ٧٧. (المؤلف)