أهل القبلة ، والصلاة على من مات من أهل القبلة سُنّة ، والإيمان يزيد وينقص ، قول وعمل ، والقرآن كلام الله ، والصبر تحت لواء السلطان على ما كان فيه من جور وعدل ، ولا يُخرج على الأمراء بالسيف وإن جاروا ، ولا ينزل أحد من أهل التوحيد جنّة ولا نار ، ولا يكفّر أحد من أهل التوحيد بذنب وإن عملوا الكبائر ، والكفّ عن أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم ـ فلمّا أتيت : والكفّ عن أصحاب محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم بكى حتى علا صوته ـ وأفضل الناس بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم عليّ. قال محمد بن عكاشة : فقلت في نفسي في عليّ : ابن عمّه وختنه. فتبسّم عليهالسلام كأنّه قد علم ما في نفسي.
قال محمد : فدمت ثلاث ليال متواليات أعرض عليه هذه الأُصول ، كلّ ذلك أقف عند عثمان وعليّ فيقول لي عليهالسلام : ثم عثمان ثم علي. ثم عثمان ثم علي : ثلاث مرّات. قال : وكنت أعرض عليه هذه الأُصول وعيناه تهملان بالدموع قال : فوجدت حلاوة في قلبي وفمي فمكثت ثمانية أيّام لا آكل طعاماً ولا أشرب شراباً حتى ضعفت عن صلاة الفريضة ، فلمّا أكلت ذهبت تلك الحلاوة واللذّة ، والله شاهد عليّ وكفى بالله شهيداً.
وقال أمير المؤمنين المتوكّل لأحمد بن حنبل رضى الله عنه : يا أحمد إنّي أُريد أن أجعلك بيني وبين الله حجّة ، فأظهرني على السنّة والجماعة وما كتبته عن أصحابك عمّا كتبوه عن التابعين ممّا كتبوه عن أصحاب رسول الله فحدّثه بهذا الحديث.
قال الأميني : نحن نجد الباحث في غنىً عن البحث عن هذه الأُسطورة وما فيها من مضحكات الثكلى ، ونجلّ أحمد عن أن يتّخذها حجّة بينه وبين الله فيلقّنها خليفة وقته ، ونُربي به عن تصديق مثل محمد بن عكاشة الذي جاء فيه قول ابن عساكر (١) بعد روايته هذه الرؤيا : قال سعيد بن عمرو البردعي : قلت لأبي زرعة : محمد بن
__________________
(١) مختصر تاريخ دمشق : ٢٣ / ٦٢.