ان التاكيدات المتتالية في هذه الآية لدليل على ان البشر يخدع نفسه بالكتاب كما يخدعها بغيره ، وان الله سبحانه يذكره بأن خداعه سراب ، وان عمله هو الباقي وحده.
فاستقم كما أمرت :
[١١٢] ولماذا يختلف الإنسان في الحياة أساسا؟
لأنه لا يرضى بحدوده وحقوقه ، بل يطغى ويحاول ان يتجاوز حدوده ، ويعتدي على حرمات الآخرين ، وحين يطغى الفرد يجرف بطغيانه القيم الالهية التي وضعت في طريقه ، ويحاول ان يفسرها حسب اهوائه لكي يجعل قيم السماء جزءا من معاملاته الفاسدة.
من هنا كان من الصعب جدا على الناس مقاومة ضغط الأهواء باتجاه تفسير الكتاب حسب اهوائه ، والاستقامة في خط الكتاب ، وتكييف أنفسهم حسب مقاييسه ، وجاءت كلمة القرآن حاسمة لتؤكد هذه الحقيقة.
(فاستقم كما أمرت)
وبعصمة الله ، وبحسن التوكل عليه استقام الرسول ، اما المؤمنون فان معضلات الفتن ضغطت عليهم ، وحرفت مسيرتهم ، ولكنهم سرعان ما تابوا الى الله فاستقاموا.
(ومن تاب معك)
اما سبب الانحراف وتفسير الكتاب حسب الأهواء ، وبالتالي الاختلاف فيه فهو الطغيان.
(وَلا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)