ولا تيأسوا من روح الله
هدى من الآيات :
وعاد اخوة يوسف (ع) الى أبيهم وبغم جديد ، وخرق للميثاق ، فلم يصدقهم يعقوب (ع) بان أخاهم سرق ، واتهمهم بتدبير حيلة جديدة ، ولكنه تذرع بالصبر الجميل ، ووضع كل أمله على الله العليم الحكيم ، وترك أبناءه وأعاد نوحه على ابنه يوسف (ع) وأسفه عليه حتى مشى البياض في سواد عينه ، وكادت تعمى ، وحتى بدى للناظر في مظهره المليء ، بالهموم. الكاظم نفسه عنها. أما هم فقد أشفقوا عليه وقالوا : انك لا تزال تذكر يوسف حتى تشرف على الهلاك أو تهلك فعلا ، ولكن يعقوب تمسك بهدى ايمانه فلم ييأس وقال : اني أشكو همومي واحزاني الى الله الذي اعلم انه ارحم الراحمين ، وانه يفي بوعده باستخلاف يوسف وسجود اخوته امامه وأمرهم بتكرار ، المحاولة لعلهم يقرون على يوسف ، ونهاهم عن اليأس الذي هو بضاعة الكفار الذين لا يؤمنون بالله وبرحمته الواسعة ، واستجاب اخوة يوسف لأمر والدهم الذي أشفقوا عليه ، وبلغ ندمهم على فعلهم السابق مبلغ التوبة النصوح.