فذهبوا الى مصر ودخلوا على العزيز وقالوا له بلهجة المتضرع : اننا قوم قد أحاط بنا البلاء حتى تحسسنا بألم الفقر ، ولا نملك الا بضاعة رديئة. ونسألك ان تعتبرها جيدة فتوفي لنا الكيل بقدر البضاعة الجيدة ، وتصدق علينا بإطلاق أخينا فالله يجزي المتصدقين الذين يحسنون الى الناس ابتغاء مرضاته ، ورأى يوسف ان الوقت قد حان للكشف عن نفسه فقال.
هل تذكرون ما فعلتم بيوسف في أيام جهلكم تحسبون ان باستطاعتكم سلب حب أبيه عنه؟ وكان أبوهم قد أعطاهم الأمل في البحث عن يوسف ، وجاء سؤال العزيز عن يوسف غريبا فقالوا : أإنك لأنت يوسف. قال : انا يوسف وهذا اخي. انظروا كيف منّ الله علينا بسبب التقوى والصبر والإحسان ، وبالرغم من انفة اخوة يوسف الشديدة من الاعتراف بفضل يوسف سابقا. الا أنهم حلفوا الآن بالله بأن الله قد فضّله عليهم ، وانهم هم الخاطئون ، فعفي عنهم يوسف ، واستغفر الله لهم وأملهم من رحمة ربهم الذي هو ارحم الراحمين وطلب منهم العودة الى أبيهم مع قميصه ليستعيد بصره الذي فقده لحزنه ، وليأتوا بأهله جميعا ليشهدوا نعم الله عليه.
بينات من الآيات :
نفحات الأمل :
[٨٣] لماذا اتهم يعقوب أبناءه بالكذب بعد ما اخبروه بواقع ما جرى عليهم من احتجاز السلطات لأخيهم بتهمة سرقة صواع الملك ، وقال لهم بعد ما اخبروه :
(قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً)
اي ان أهواء كم زينت لكم فكرة آمنتم بها انطلاقا من الهوى لا العقل لماذا؟
أولا : ان اخوة يوسف (ع) كذبوا أول مرة وكانت تهمة الكذب أقرب إليهم