لسوء سابقتهم في الخيانة.
ثانيا : ان اتهام السرقة الى أخيهم بمجرد وجود السقاية في وعائه ، كان نابعا من استصغارهم له ، وعدائهم الدفين له ولأخيهم يوسف.
ثالثا : ان تذليل أخيهم والتعصب لأنفسهم في مواجهته كان هو السبب لسرقته لو انه ارتكبها.
ولكن يعقوب (ع) تسلح بالصبر الجميل لمعالجة سوء أخلاق ابنائه ، وعنصريتهم المقيتة حتى ضد أخيهم الأصغر سنا منهم.
(فَصَبْرٌ جَمِيلٌ)
اي عندي صبر جميل استعيض به عن مكركم ، وما تسوله لكم أنفسكم ، فلا أجزع لشدة البلاء ، فافقد رشدي وقوة احتمالي ، ولا أتردد في أن البلاء سيزول بأذن الله ، ولا أنطوي على نفسي بسبب المصيبة واترك العمل انتظارا لزوال المصيبة بذاتها أو بطريقة غيبية ، وبالتالي أضيف عامل الزمن (الصبر) الى سائر عوامل النجاح حسن التدبير ـ السعي ـ التوكل حتى ينصرني ربي ، ويدل على معنى الجمال في الصبر السياق القادم. يقول ربنا على لسان يعقوب :
(عَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ)
[٨٤] وترك أبناءه موقتا ، ولكنه اثار فيهم عواطف الأبناء لوالدهم العجوز وقد أنهكته المصائب فابيضت عيناه حزنا ..
(وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقالَ يا أَسَفى عَلى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْناهُ مِنَ الْحُزْنِ)
يبدو ان استمرار الكآبة افقد يعقوب قدرته على الرؤية. فتحول سواد عينه الى