بياض شأنه شأن كبار السن ، ولا يجب ان يكون ذلك بسبب البكاء وحده. إذ ان الحزن المكبوت الذي يكظمه صاحبه قد يكون أشد أثرا على البشر من البكاء لذلك قال ربنا.
(فَهُوَ كَظِيمٌ)
اي يحفظ نفسه من آثار الحزن التي تظهر عليه ، ومنها فقد توازنه بأبعاد ابنائه عن نفسه والإسراع في عقابهم دون انتظار تربيتهم وهدايتهم.
تأثير البكاء على القلب القاسي :
[٨٥] يبدو ان قلب أبناءه القاسي بدأ الآن يلين لوالدهم الحزين فجاءوا اليه يواسونه ويطلبون منه التقليل من الحزن للإبقاء على صحته لكي لا يكون فاسد الجسم أو هالكا.
(قالُوا تَاللهِ تَفْتَؤُا تَذْكُرُ يُوسُفَ)
اي اننا نقسم عليك بالله الا تستمر على ذكر يوسف فتعجل مرضك أو موتك.
(حَتَّى تَكُونَ حَرَضاً أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهالِكِينَ)
الحرض المشرف على الهلاك.
[٨٦] ولكنه قال : كلا ان عاقبتي ليست الهلاك أو المرض بل سوف أبلغ هدفي لان اعتمادي على الله ، ولاني اعلم عن تعبير رؤيا ولدي يوسف. اني سوف أراه ذا شأن كبير. وهذا الأمل يحدوني الى الضراعة الى الله لتعجيل الفرج علي.
(قالَ إِنَّما أَشْكُوا بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللهِ)