وما أنتم بمعجزين
هدى من الآيات :
وظلّ نوح عليه السّلام يسعى جاهدا حتى أتعب قومه ، وقالوا : (يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا) وطالبه قومه بانهاء مرحلة الكلام والبدء بتنفيذ ما يوعدهم به. غافلين عن أن نوح ليس إلّا رسولا ومبلغا عن ربه ، وحين يشاء الله عذابهم لا يقدرون على الفرار من حكومته وسلطانه ، ومهمة التبليغ التي يقوم بها نوح تختلف عن الهداية. فالله هو الهادي المضل ، وإذا شاء إبقاء قوم على الضلالة بسبب كفرهم بنعمة الرسالة ، فان الرسول لا يقدر على هدايتهم ، وهكذا فان رسالات الله ليست من صنع الأنبياء وانما هي من وحي الله ، وإذا كان الرسول هو الذي افترى الرسالة كذبا على الله فانه يتحمل مسئولية عمله ، أمّا إذا كانت صادقة فهو لا يتحمل مسئولية كفر قومه به بل هو برىء منهم.
أوحى الله الى نوح أن مدّة تبليغه قد انتهت. إذ أن قومه لن يؤمنوا أكثر من هذا بعد اليوم ، فلا يحزن بما يفعلون ، وبدأت مرحلة الاعداد ليوم العذاب. إذ أمر الله