رسوله بصنع الفلك ولا يخاطب ربه حول الظالمين من قومه ، فيحاول الشفاعة لهم لأنهم مغرقون لا محالة ، وكان نوح عليه السّلام يصنع الفلك ، ويمر عليه المستكبرون من قومه فيسخرون منه ، ولكنه كان يقول لهم : لنا يوم نسخر منكم كما تسخرون بنا اليوم ، وفي ذلك اليوم ستعرفون : ان عذاب الخزي سيكون من نصيبكم.
بينات من الآيات :
(لَنْ يُؤْمِنَ مِنْ قَوْمِكَ إِلَّا مَنْ قَدْ آمَنَ) :
[٣٢] من أبرز الصفات الرسالية التي كان الأنبياء العظام يتمتعون بها هي الاستقامة والاستمرار في الدعوة دون كلل.
فنوح عليه السلام أتعب قومه من كثرة جداله معهم. حتى طالبوه بما وعدهم من العذاب ، وزعموا ان نزول العذاب بهم أفضل من هذه الدعوة التي تلاحقهم في كل وقت وفي كل مكان.
(قالُوا يا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَكْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا إِنْ كُنْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ)
لقد دعا نوح قومه ليلا ونهارا. سرا وجهارا ، ولبث فيهم ألف سنة إلّا خمسين عاما يدق مسامعهم بكلماته البليغة ، وإنذاره الشديد حتى سئموا منه ولم يسأم وهكذا ينبغي ان يكون الرساليون على مرّ العصور الاستقامة على الدعوة أنى كانت الفترة طويلة.
[٣٣] ولم يترك نوح كلامهم الآخر من دون جواب. بل نبّههم مرة اخرى الى أنّ الله وليس هو يأتيهم بالعذاب ، وأنهم لا يقدرون آنئذ على الفرار.
(قالَ إِنَّما يَأْتِيكُمْ بِهِ اللهُ إِنْ شاءَ وَما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ)