(وَجاؤُ أَباهُمْ عِشاءً يَبْكُونَ)
[١٧] وقبل ان يسألهم يعقوب عن يوسف الذي لم يجده بينهم بادروه بالكلام.
(قالُوا يا أَبانا إِنَّا ذَهَبْنا نَسْتَبِقُ وَتَرَكْنا يُوسُفَ عِنْدَ مَتاعِنا فَأَكَلَهُ الذِّئْبُ)
ولكن بسبب كذبهم وعدم ايمانهم بما يقولون بدرت منهم كلمة أظهرت ما اخفوه فقالوا :
(وَما أَنْتَ بِمُؤْمِنٍ لَنا وَلَوْ كُنَّا صادِقِينَ)
ولو كانوا صادقين فعلا لكانت الشواهد الواقعية هي التي تكشف عن صدق حديثهم ، ولم يكونوا بحاجة الى هذا الكلام.
[١٨] وذبحوا ذبيحة لطخوا قميص يوسف بدمه ، ناسين أن دم البشر يختلف عن دم الحيوان حتى بعد تخثره ، والخبير يميزه بسهولة ، كما أنّهم نسوا تمزيق قميص يوسف مما عرف ان العملية كذب باعتبار الذئب لا يخلع ثوب ضحيته ثم يأكله.
(وَجاؤُ عَلى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْراً)
وجاء في الحديث :
«ان يعقوب قال حينما رأى القميص : لقد أكلك ذئب رحيم ، أكل لحمك ولم يشقّ قميصك» (١)
وجاء في حديث آخر :
__________________
(١) المصدر