خالِقُ كُلِّ شَيْءٍ)
لا يستطيع أيّ إنسان مهما كان أن يدّعي أنّ هناك خالقا غير الله لهذا الكون ، فإذا لم يعترف بالله مثلا فلن يقول : إن الكون خلق نفسه ، قال تعالى : (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) ٦١ / العنكبوت.
(وَهُوَ الْواحِدُ الْقَهَّارُ)
قد يكون الواحد قهّارا وقد لا يكون ، ولكن الله واحد وقهار .. واحد تدل على ذلك آياته ، وقهّار غالب على كلّ شيء بقدرته وإرادته ، أما عصيان البشر له فليس انحسارا لقهره ، بل لأنّه يمهل الكافرين ليزدادوا إثما مع إثمهم ، وإنما عجلة الله وانتقامه السريع هو الانحسار الحقيقي لقهر الله فكما ورد في الدعاء : [إنّما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج الى الظلم الضعيف].
فأما الزبد فيذهب جفاء :
[١٧] (أَنْزَلَ مِنَ السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها)
أيّ ان الأودية تسيل بقدر قطر المطر ، وهذه الآية تلمح الى أن المطر له مقادير معينة يقدرها الله حسب طاعة أو معصية العباد ، كما في قصة أصحاب الأحقاف (قوم هود) لما كفروا قطع الله عنهم المطر سبع سنوات ، وبعد أن جاءهم أهلكهم ، وقد قال تعالى : (اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً).
(فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً)
يقال : حمل للحامل بإرادته أو كان راضيا ، أما احتمل أيّ حمّل قسرا ، كما يقال للضيف الثقيل : احتملت الضيف ، أو كما يقال : احتمل الأذى ، فالسيل