إِذا دَعاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ)» وعند ما تتعب سفينة أمالك ترسو على شاطئ رحمة الله الذي يقول لك : «وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ». وهناك تجد تحقيق آمالك وتخاطب ربك قائلا : «الهي طموح الآمال قد خابت الّا لديك ومعاكف الهمم قد تعطلت الّا عليك ومذاهب العقول قد سمت الا إليك فأنت الرجاء وإليك الملتجأ» (١)
وأي نعمة تحصيها عددا ، أجل لو كانت الأشجار أقلاما ، والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ، لنفد البحر قبل ان تنفد كلمات ربي.
(وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوها)
ان كل خلية في بلايين الخلايا التي تشكل جسمي نعمة كبري يعجز القلم عن الاحاطة بها ، ـ فأي نعمة تحصيها ـ وكيف ، ولكن أنت ترى الإنسان كيف يظلم نفسه بالكفر بنعم الله.
(إِنَّ الْإِنْسانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ)
فأكثر الناس يظلمون أنفسهم والآخرين بالنعم فيتخذون من نعمة اللسان وسيلة التشهير والبهتان ، ومن نعمة اليد البطش والاعتداء ، ومن نعمة المال البخل والترف والاستعلاء ، ومن نعمة القوة الاستكبار والقهر والديكتاتورية ، وهكذا يكفرون بنعم الله ، ولا يحققون بها اهدافها النبيلة ولو فعلوا لكان ذلك شكرا عمليا منهم.
__________________
(١) من أدعية ليلة الجمعة مفاتيح الجنان قسم أعمال ليلة الجمعة.