الإيمان بصيرة المرء ، من خلالها ينظر الى الحقائق الظاهرة فيؤمن بما ورائها من حقائق واقعية.
(إِنَّ فِي ذلِكَ لَآيَةً لِلْمُؤْمِنِينَ)
ومن هنا جاء في الحديث : «اتّقوا فراسة المؤمن فانّه ينظر بنور الله». (١)
أصحاب الأيكة تحت الغمام :
[٧٨] هناك شاهد تاريخي آخر نجده في أصحاب الأيكة الذين أتاهم الله ، حقولا مزروعة فظلموا أنفسهم.
(وَإِنْ كانَ أَصْحابُ الْأَيْكَةِ لَظالِمِينَ)
[٧٩] وأصبح ظلمهم ظلمات عليهم ، فعاقبهم الله بالحر سبعة أيام ثم جاءت سحابة استظلوا بها يلتمسون البرد فيها ، فلما تجمعوا تحتها تحولت الى صاعقة أحرقتهم جميعا.
(فَانْتَقَمْنا مِنْهُمْ)
وبقيت لنا عبرتهم ، وعبرة قوم لوط ألّا وهي : ان تدبير الحياة يتم مرة بالرحمة ومرة بالانتقام فلا ينبغي الركون الى النعمة ، أنما يجب الحذر باستمرار من يوم الانتقام وها هي قصص قوم لوط وأصحاب الأيكة ظاهرة ، وآثارها قائمة في طريق واضح يؤمه الناس.
(وَإِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِينٍ)
__________________
(١) بح ١٧ ص ٧٥ رقم ٩