العذاب ، فان هؤلاء لن يستفيدوا من نذر القرآن ومواعظه ، وسيكون مصيرهم مصير تلك القرون ، التي هلكت ولم يعد يسمع لهم صوتا عاليا أو خفيا.
بينات من الآيات :
الحشر والشفاعة :
[٨٥] (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً* وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلى جَهَنَّمَ وِرْداً)
هذا منظر من ذلك اليوم حيث يرى المتقون وفودا مكرمة ، يحشرون الى لقاء ربهم ، بينما يساق المجرمون كما تساق البهائم الى جهنم. إن هذا المنظر وحده يكفينا عبرة لكي نختار طريق المتقين ووفدهم ، على طريق المجرمين ووردهم جاء في حديث شريف مأثور عن تفسير علي بن إبراهيم عن أبي عبد الله (ع) قال : سأل علي (صلوات الله عليه) رسول الله (صلى الله عليه وآله) عن تفسير قوله عز وجل : (يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمنِ وَفْداً) قال :
«يا علي الوفد لا يكون إلا ركبانا ، أولئك رجال اتقوا الله عز وجل فأحبهم ، وأخصهم ورضي أعمالهم ، فسماهم الله متقين ، ثم قال : يا علي أما والذي فلق الحبة وبرىء النسمة أنهم ليخرجون من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج ، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن ، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ»
وفي حديث آخر قال :
«إن الملائكة لتستقبلهم بنوق من نوق الجنة ، عليها رحائل الذهب مكلّلة بالدر والياقوت ، وجلالها (١) الإستبرق والسندس وخطامها جذل الأرجوان (٢)
__________________
(١) جلال ـ ككتاب ـ جمع الجل وهو للدّابة ـ كالثوب للإنسان تصان به.
(٢) الجذل ـ أصل الشجر الخشبي والأرجوان : شجرة صغيرة الحجم من فصيلة القرنيّات زهر وردي يظهر في مطلع الربيع قبل الأوراق.