الشفاعة الباطلة :
[٨٨] ثم يعود القرآن ـ بعد ذلك ـ لينسف فكرة الشفاعة الباطلة فيقول :
(وَقالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمنُ وَلَداً)
إنما قالوا ذلك ليكرسوا فكرة الشفاعة إذ أنهم يقولون : لأننا أولاد الله ، أو أبناء المتقين ، فسوف ندخل الجنة ولا يعذبنا الله شيئا!
والقرآن ينفي هذه الفكرة أساسا فيقول :
[٨٩] (لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدًّا)
أي ان فكرتكم هذه كذب عظيم فالله هو الذي خلق السماوات والأرض ، وخلق المنظومات الشمسية والمجرات والفضاء اللامتناهي ، ولو كان له ولد سبحانه لوجب أن يكون ولده بمستواه سبحانه.
[٩٠] (تَكادُ السَّماواتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبالُ هَدًّا)
السماوات والأرض والجبال لا تتحمل تلك الكذبة المبتدعة ، والقرآن الحكيم يعطينا هذه الصورة ليوضح لنا : بأن هذه الكلمة ليست صغيرة في مقياس الحق ، فالذي خلق السماوات التي لا يمكن أن تحصى نجومها ، والذي خلق الأرض الواسعة ، هل يمكن أن يتخذ ولدا؟!
إن هذه فكرة غير متناسبة وعظمته سبحانه ، ولا مع أيّة قيمة من قيم الفكر ، وايّ مقياس من مقاييس العقل!!
يتفطّرن : أي يتفتتن ويتشققن.
ولعلّ هناك إيجاء آخر في هذه الآية ، هو : إن الكذبة الكبيرة هذه ، قد سببت جرائم كبيرة ، بحجم تفطر السماوات وانشقاق الأرض ، وهدّ الجبال ، مثل الجرائم التي قامت بها النازية في العالم ، أو التي قام بها العنصريون في جنوب إفريقيا ، وحتى الجرائم التي تقوم بها أمريكا وروسيا وسائر المستكبرين في العالم. وكلها ،