[٩٣] (إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمنِ عَبْداً)
هؤلاء جميعا متساوون أمام الرحمن في عبوديتهم له.
[٩٤] (لَقَدْ أَحْصاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا)
إن الله لا يمكن أن ينسى أحدا من عباده أبدا ، سواء كان في غابة أو في كهف فهو عبد الله والله قد كتب له اسما ، وقرّر له مواهب ، وأجرى له رزقا ، وكذلك المتربّع على الكرسي في قصره العظيم. والذي ملأ أرصدته البنوك الأجنبية أحصاه الله وأحصى ذنوبه.
ولعلّ تكرار الآية بمعنى الإحصاء ثلاث مرات (أحصاهم ـ وعدّهم ـ عدّا) يعني أنه لا يمكن أن يفلت من حساب الله شخص أبدا لا صغير ولا كبير ، ولا غني ولا فقير ، فكلّهم سيحاسبهم ويجازيهم بما قدّموا من أعمال في حياتهم الدنيا.
[٩٥] (وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيامَةِ فَرْداً)
كل العلاقات الدنيوية المزيفة ستتساقط ، وسيأتون الرحمن بشكل أفراد ـ نعم ـ أن العلاقة الوحيدة المجدية بعد علاقة الخلق والعبودية التي تربط العبيد بربهم هي علاقة الايمان والعمل الصالح.
[٩٦] (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا)
إن الله يحب هؤلاء وهم يحبونه ، وهذه هي العلاقة الصحيحة بين العبد وربّه ، لذلك أمر الرسول (ص) عليا (ع) أن يدعو ربّه ليرزقه الودّ في قلوب المؤمنين كما جاء في الحديث التالي :
في تفسير علي بن إبراهيم وأما قوله : (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ